للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلا انخدعنا له.

قال نافع: ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان، أو ما زاد، وكان يحيي الليل صلاةً، فإذا جاء السحر استغفر إلى الصباح.

وتوفي بمكة سنة ثلاث وسبعين وهو ابن أربع وثمانين سنة، وكان قد أوصى أن يدفن في الليل (١) ، فلم يقدر على ذلك من أجل الحجاج، ودفن بذي طوى في مقبرة المهاجرين.

وكان الحجاج (٢) قد أمر رجلاً سمّ زجّه وزحمه في الطريق، ووضع الزج على ظهر قدمه، وذلك أن الحجاج خطب يوما وأخر الصلاة، فقال ابن عمر: إن الشمس لا تنتظرك، فقال له الحجاج: لقد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك، قال: إن تفعل فإنك سفيه [مسلّط] . وقيل: إنه أخفى قوله ذلك على الحجاج ولم يسمعه، وإنما كان يتقدمه في المواقف بعرفة وغيرها إلى المواضع التي كان النبي صلى الله عليه وسلم وقف فيها، وكان ذلك يعز على الحجاج، فأمر الحجاج رجلاً معه حربة يقال إنها كانت مسمومة، فلما دفع الناس من عرفة لصق به ذلك الرجل، فأمرّ الحربة على قدمه، وهي في غرز راحلته، فمرض منها أياماً، فدخل عليه الحجاج يعوده، فقال: من سمّك يا أبا عبد الرحمن فقال: وما تصنع به قال: قتلني الله إن لم أقتله، قال: ما أراك فاعلاً، أنت أمرت من نخسني بالحربة، فقال: لا تفعل يا أبا عبد الرحمن، وخرج عنه. وروي أنه قال للحجاج - إذ قال له: من سمّك - قال: أنت أمرت بإدخال السلاح في الحرم. فلبث أياماً ثم مات، رضي الله عنه ونفع به، وصلى عليه الحجاج.


(١) كذا، وفي الاستيعاب: في الحل.
(٢) متابع لما في الاستيعاب: ٩٥٢ وجانب كبير من هذه الترجمة عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>