للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشهد ولا أحد من ولده لدعوة سبقت فيه (١) ، ذكر ذلك القضاعي في كتاب " خطط مصر "، ويقال: إنه دفع للإمام الشافعي، رضي الله عنه، عند قدومه إلى مصر ألف دينار من ماله، وأخذ له من ابن عسامة التاجر ألف دينار، ومن رجلين آخرين ألف دينار، وهو والد أبي عبد الله محمد، صاحب الإمام الشافعي - وسيأتي ذكره في حرف الميم، ان شاء الله تعالى.

وروى بشر بن بكر، قال: رأيت مالك بن أنس في النوم بعدما مات بأيام، فقال: إن ببلدكم رجلاً يقال له ابن عبد الحكم، فخذوا عنه فإنه ثقة.

وكان لأبي محمد المذكور ولد آخر يسمى عبد الرحمن من أهل الحديث والتواريخ (٢) ، صنف كتاب فتوح وغيره (٣) .

وكانت ولادة أبي محمد المذكور في سنة خمسين ومائة، وقيل سنة خمس وخمسين ومائة. وتوفي في شهر رمضان سنة أربع عشرة ومائتين بمصر، وقبره إلى جانب قبر الإمام الشافعي، رضي الله عنهما، مما يلي القبلة، وهو الأوسط من القبور الثلاثة.

(٧٧) وتوفي ولده عبد الرحمن المذكور في سنة سبع وخمسين ومائتين، وقبره إلى جانب قبر أبيه من جهة القبلة.

وأعين: بفتح الهمزة وسكون العين المهملة وفتح الياء المثناة من تحتها وبعدها نون.

وعسامة: بضم العين المهملة وفتح السين المهملة وبعد الألف ميم ثم هاء.


(١) عند هذا الموضع ورد في هامش س: " وكان يكرم للشافعي ويلزم لمجلسه وأمر ابنه محمداً بلزوم الشافعي والأخذ عنه، وكان ذلك سبب تمييزه على نظرائه، وله مصنفات في الفقه معروفة، وكان محدثاً، غير قبره وقبر ولديه عبد الرحمن ومحمد وكانا من أهل العلم والتصانيف وفضلهما مشهور وجعل قبورهم لاطئة بالأرض محقورة في العين تعصباً على مذهب مالك وأصحابه، وهم ينهون عنه وينأون عنه وأن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون، ولو رأى الشافعي ذلك لساءه، إذ الأرض أرضهم والتربة ملك لهم، وإنما دفنوا الشافعي عندهم إيثاراً له ومعرفة بفضله، رضي الله عنهم أجمعين ".
(٢) ص: والتاريخ.
(٣) وروى بشر ... وغيره: سقط من س، وهو بهامش المسودة.

<<  <  ج: ص:  >  >>