ما الذي جئت تبتغي قلت: ضيف ... جاء يبغي القرى فأين النزول
فأشارت بالرحب دونك فاعقر ... ها فما عندنا لضيفٍ رحيل
من أتانا ألقى عصا السير عنه ... قلت: من لي بها وأين السبيل
فحططنا إلى منازل قومٍ ... صرعتهم قبل المذاق الشمول
درس الوجد منهم كل رسمٍ ... فهو رسمٌ والقوم فيه حلول
منهم من عفا ولم يبق للشك ... وى ولا للدموع فيه مقيل
ليس إلا الأنفاس تخبر عنه ... وهو عنها مبرَّأ معزول
ومن القوم من يشير إلى وج ... دٍ تبقَّى عليه منه القليل
ولكلٍ رأيت منه مقاماً ... شرحه في الكتاب مما يطول
قلت أهل الهوى سلامٌ عليكم ... لي فؤادٌ عنكم بكم مشغول
وجفونٌ قد أقرحتها من الدم ... ع حثيثاً إلى لقاكم سيول
لم يزل حافز من الشوق يحدو ... ني إليكم والحادثات تحول
واعتذاري ذنبٌ فهل عند من ... يعلم عذري في ترك عذري قبول
جئت كي أصطلي فهل لي إلى نا ... ركم هذه الغداة سبيل
فأجابت شواهد الحال عنهم ... كل حدٍّ من دونها مفلول
لا تروقنّك الرياض الأنيقا ... ت فمن دونها ربًى ودحول
كم أتاها قومٌ على غرّةٍ من ... ها وراموا أمراً فعزًّ الوصول
وقفوا شاخصين حتى إذا ما ... لاح للوصل غرّةٌ وحجول
وبدت راية الوفا بيد الوج ... د ونادى أهل الحقائق جولوا
أين من كان يدَّعينا فهذا ال ... يوم فيه صبغ الدعاوى يحول
حملوا حملة الفحول ولايص ... رع يوم اللقاء إلا الفحول
بذلوا أنفساً سخت حين شحَّت ... بوصالٍ واستصغر المبذول
ثم غابوا من بعد ما اقتحموها ... بين أمواجها وجاءت سيول
قذفتهم إلى الرسوم فكلٌّ ... دمه في طلولها مطلول