وحسن إسلامه ومات فجأة سنة ثلاث وخمسين بجبل بقرب مكة، فأدخلته عائشة الحرم ودفنته وأعتقت عنه. وكان شهد الجمل معها، ويكنى أبا عبد الله.
(٨٥) وأما أم كلثوم فتزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له محمداً وكان عاملاً على مكة. وولدت له زكريا وعائشة، ثم قتل عنها فتزوجها عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي - الآتي ذكره - ولطلحة عقب كثير وهم ينزلون بالقرب من المدينة، وكانت بنت محمد بن طلحة عند سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس.
(٨٦) وأما محمد بن عبد الرحمن فولد عبد الله بن محمد وله عقب يقال لهم آل أبي عتيق من بين ولد أبي بكر وذلك أن عدةً من ولد أبي بكر تفاضلوا فقال أحدهم: أنا ابن الصّديق، وقال الآخر: أنا ابن ثاني اثنين، وقال آخر: أنا ابن صاحب الغار، وقال محمد بن عبد الرحمن: أنا ابن عتيق، فنسب إلى ذلك هو وولده إلى اليوم.
وأما محمد بن أبي بكر فسيأتي ذكره في حرف الميم إن شاء الله تعالى (١) .
(٨٧) مواليه: بلال بن أبي رباح وأمه حمامة، وكان من مولدي السراة فيما بين اليمن والطائف، وكان لرجل من بني جمح فاشتراه أبو بكر رضي الله عنه بخمس أواقي وأعتقه، وكان من المعذبين في الله عز وجل، وشهد بلال بدر والمشاهد كلها، وهو أول من أذّن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى أبي بكر رضي الله عنه فاستأذنه إلى الشام فأذن له، فلم يزل مقيماً بها ولم يؤذن بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأحد منهم، فلما قدم عمر رضي الله عنه إلى الشام لقيه فأمره بالأذان فأذّن، فبكى عمر والمسلمون معه. وكان بلال يكنى أبا عبد الله، وكان شديد الأدمة نحيفاً طوالاً خفيف العارضين به شمط كبير وكان لا يغير شيبه. مات بدمشق سنة عشرين وهو ابن بضع وستين سنة، رحمه الله تعالى.
كتّابه: عثمان بن عفان رضي الله عنه وزيد بن ثابت.
(١) هذا ما تقوله النسخة ص، وتراجم حرف الميم منها مفقودة، أما سائر النسخ فلم تورد لمحمد بن أبي بكر ترجمة.