نعمة الله لا تحصوها، إن الإنسان لظلومٌ كفّار " إبراهيم: ٣٢ - ٣٤ " بسم الله الرحمن الرحيم، مقياس يمنٍ وسعادةٍ ونعمة وسلامة. أمر ببنائه عبد الله جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين، أطال الله بقاءه وأدام عزه وتأييده، على يدي أحمد بن محمد الحاسب، سنة سبع وأربعين ومائتين. وجعلت ما فوق ذلك من الحيطان التي بأعلى البناء منقوشاً كله، محفوراً مصبوغاً باللازورد المشمع، وعمدت إلى ما جاوز من العمود تسع عشرة ذراعاً، والرأس المنصوب عليه، والعارضة اللبخ الممسكة له، فنقشت ذلك كله بالذهب واللازورد، وكتبت على العارضة آية الكرسي إلى آخرها وكتبت على حائط الزقاق المقابل للنيل، فوق باب مدخل المقياس حيث يقرؤه السابلة سطراً إلى الرخام من أوله إلى آخره، وهو:" بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين، أمر عبد الله جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين ببناء هذا المقياس الهاشمي، لتعرف به زيادة النيل ونقصانه، وأطال الله بقاء أمير المؤمنين، وأدام له العز والتمكين والظفر على الأعداء، وتتابع الإحسان والنعماء، وزاده في الخير رغبة، وبالرعية رأفة، وكتبه أحمد بن محمد الحاسب في رجب سنة سبع وأربعين ومائتين ".
وكتبت سطرين في رخام عن جنبتي الباب: أحدهما " بسم الله ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً "، والآخر " بسم الله، بلغ الماء في السنة التي بني فيها هذا المقياس المتوكلي المبارك سبع عشرة ذراعاً وثمانية عشر إصبعاً ".
واتخذت مثال سبع من رخام ركبته في وجه حائط فويقة القناة المطل على النيل، على المقدار الذي إذا بلغ الماء ست عشرة ذراعاً دخل الماء في فيه، وكتبت فوق ذلك في أعلى الحائط:" أولم يروا أنّا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به ذرعاً تأكل منه أنعامهم وأنفسهم، أفلا يبصرون " السجدة: ٢٧ " كتبه أحمد بن محمد الحاسب في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين ومائتين، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم تسليما.