للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرى خلل الرماد وميض نارٍ ... ويوشك أن يكون لها ضرام

فإن النار بالزندين تورى ... وإن الحرب أولها كلام

لئن لم يطفها عقلاء قوم ... يكون وقودها جثثٌ وهام

أقول من التعجب ليت شعري ... أأيقاظٌ أمية أم نيام

فإن كانوا لحينهم نياماً ... فقل قوموا فقد حان القيام وهذا مثل ما يحكى عن بعض علوية الكوفة أنه قال، لما خرج محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه على أبي جعفر المنصور وأخوه إبراهيم بن عبد الله:

أرى ناراً تشب على يفاعٍ ... لها في كل ناحية شعاع

وقد رقدت بنو العباس عنها ... وباتت وهي آمنةٌ رتاع

كما رقدت أمية ثم هبت ... تدافع حين لا يغني الدفاع رجعنا إلى الأول:

فانتظر ابن سيار ما يكون من مروان، فجاءه جوابه وهو يقول: إنا حين وليناك خراسان، والشاهد يرى ما يرى الغائب، فحسم الثؤلول قبلك، فقال نصر حين أتاه الجواب: قد أعلمكم أن لا نصر عنده، ثم كتب ثانياً (١) فأبطأ عنه الجواب. واشتدت شوكة أبي مسلم فهرب نصر من خراسان وقصد العراق، فمات في الطريق بناحية ساوة، وقيل أنه مرض بالري وحمل إلى ساوة وهي بالقرب من همذان، فمات بها في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين ومائة، وكانت ولايته بخراسان عشر سنين.

وفي يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائة وثب أبو مسلم على علي بن جديع بن علي الكرماني بنيسابور فقتله بعد أن قيده وحبسه،


(١) وهذا مثل ما يحكى ... كتب ثانياً: ورد في المسودة وم ر ووستنفيلد وسقط من سائر النسخ والمطبوعة المصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>