للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشافعيين، نزل نيسابور سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة ودرس الفقه بها سنين، ثم انتقل إلى بغداد وسكنها إلى حين وفاته، وأخذ الفقه عن أبي إسحاق المروزي، وعليه تفقه الشيخ أبو حامد الإسفرايني بعد موت أبي الحسن ابن المرزبان، وأخذ عنه عامة شيوخ بغداد وغيرهم من أهل الآفاق. وكان يدرس ببغداد في مسجد دعلج بن أحمد بدرب أبي خلف من قطيعة الربيع، وله حلقة في الجامع للفتوى والنظر، وانتهى التدريس إليه ببغداد وانتفع به خلق كثير. وله في المذهب وجوه جيده دالة على متانة علمه، وكان يتهم بالاعتزال، وكان الشيخ أبو حامد الإسفرايني يقول: ما رأيت أحداً أفقه من الداركي، وأخذ الحديث عن جده لأمه الحسن بن محمد الداركي. وكان إذا جاءته مسألة تفكر طويلاً ثم يفتي فيها، وربما أفتى على خلاف مذهب الإمامين الشافعي وأبي حنيفة، رضي الله عنهما، فيقال له في ذلك، فيقول: ويحكم، حدث فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، والأخذ بالحديث أولى من الأخذ بقول الإمامين.

وتوفي ببغداد يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال سنة خمس وسبعين وثلثمائة، عن نيف وسبعين سنة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه توفي في ذي القعدة، والأول أصح. وكان ثقة أميناً.

والداركي: بفتح الدال المهملة وبعد الألف راء مفتوحة وبعدها كاف، قال السمعاني (١) : هذه النسبة إلى دارك، وظني أنها من قرى أصبهان، وقال: هو عبد العزيز بن الحسن بن أحمد الداركي، والله أعلم بالصواب.


(١) الأنساب ٥: ٢٧٦ - ٢٧٧ وفيه ترجمة ااداركي.

<<  <  ج: ص:  >  >>