ولايته لها عشرين يوماً، ولما توفي أبو إسحاق أعيد لها أبو نصر المذكور.
وذكر أبو الحسن محمد بن هلال بن الصابئ في تاريخه أن المدرسة النظامية بدئ بعمارتها في ذي الحجة من سنة سبع وخمسين وأربعمائة، وفتحت يوم السبت عاشر ذي القعدة من سنة تسع وخمسين، وكان نظام الملك أمر أن يكون المدرس بها أبا إسحاق الشيرازي، وقرروا معه الحضور في هذا اليوم للتدريس، فاجتمع الناس ولم يحضر، وطلب فلم يوجد، فنفذ إلى أبي نصر ابن الصباغ فأحضر ورتب بها مدرساً، وظهر الشيخ أبو إسحاق في مسجده ولحق أصحابه من ذلك ما بان عليهم وفتروا عن حضور درسه وراسلوه إن لم يدرس بها مضوا إلى ابن الصباغ وتركوه، فأجاب إلى ذلك، وعزل ابن الصباغ، وجلس أبو إسحاق يوم السبت مستهل ذي الحجة فكان مدة تدريس ابن الصباغ عشرين يوماً.
وقال ابن النجار في " تاريخ بغداد ": ولما مات أبو إسحاق تولى أبو سعد المتولي ثم صرف في سنة ست وسبعين، وأعيد ابن الصباغ ثم صرف في سنة سبع وسبعين، وأعيد أبو سعد إلى أن مات، وقد ذكرت ذلك في ترجمته. وقد سبق في ترجمة الشيخ أبي إسحاق في حرف الهمزة طرف من هذه القضية.
وكانت ولادته سنة أربعمائة ببغداد، وكف بصره في آخر عمره. وتوفي في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وأربعمائة ببغداد، وقيل بل توفي يوم الخميس منتصف شعبان من السنة المذكورة، رحمه الله تعالى.