(١٠٦) وتوفي والده سعيد المذكور سنة ثمان وثلاثين وثلثمائة، وعمره ثلاث وأربعون سنة، رحمه الله تعالى، وقال ولده الحافظ عبد الغني: لم أسمع من والدي شيئاً (١) .
وقال أبو الحسن علي بن بقا كاتب الحافظ عبد الغني بن سعيد: سمعت الحافظ عبد الغني بن سعيد يقول: رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان: معاوية بن عبد الكريم الضال، وإنما ضل في طريق مكة، وعبد الله بن محمد الضعيف، وإنما كان ضعيفاً في جسمه، لا في حديثه.
وقال أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ الصوري: قيل للدارقطني: هل رأيت في الحديث أحداً يرجى علمه فقال: نعم، شاباً بمصر كأنه شعلة نار يقال له: عبد الغني، فلما خرج الدارقطني من مصر جاءه المودعون وتحزنوا على مفارقته وبكوا، فقال: لقد تركت عندكم خلفاً، يعني عبد الغني.
وقال أيضاً - أعني الصوري - لما صنف عبد الغني " المؤتلف والمختلف " عرضه على الدارقطني فقال له: اقرأه، فقال: كيف أقرأه لك ومعظمه أخذته عنك فقال: نعم أخذته عني متفرقاً، والآن قد جمعته.
(١) نهاية الترجمة في س ل م، وعند هذا الموضع كتب في المسودة " تكتب التخريجة هاهنا " فالإضافة الثانية حق نهاية الترجمة - وهي مما انفردت به - مما كان المؤلف ينوي إثباته، ولم ترد عند وستنفيلد.