للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال أبصرته لو مات من ظمإ ... وقلت قف عن ورود الماء (١) لم يرد

قالت صدقت الوفا في الحب (٢) عادته ... يا برد ذلك الذي قالت على كبدي وله غير هذا أشياء حسنة.

ومن شعره المنسوب إليه في طول الليل، وهو معنى غريب:

كأن نجوم الليل سارت نهارها ... فوافت عشاء وهي أنضاء أسفار

وقد خيمت كي يستريح ركابها ... فلا فلك جار ولا كوكب ساري ثم وجدت هذين البيتين في ديوان أبي الحسن ابن طباطبا من جملة قصيدة طويلة.

ونقلت من ديوان أبي الحسن المذكور من جملة أبيات:

بانوا وأبقوا في حشاي لبينهم ... وجداً إذا ظعن الخليط أقاما

لله أيام السرور كأنما ... كانت لسرعة مرها أحلاما

لو دام عيش رحمةً لأخي هوًى ... لأقام لي ذاك السرور وداما

يا عيشنا المفقود خذ من عمرنا ... عاماً ورد من الصبا أياما ولا أدري من هذا أبو الحسن، ولا وجه النسبة بينه وبين أبي القاسم المذكور، والله أعلم.

وذكره الأمير المختار المعروف بالمسبحي في تاريخ مصر وقال: توفي في سنة خمس وأربعين وثلثمائة، رحمه الله تعالى؛ وزاد غيره: ليلة الثلاثاء لخمس بقين من شعبان، ودفن في مقبرتهم خلف المصلى الجديد بمصر، وعمره أربع وستون سنة.

وطباطبا - بفتح الطاءين المهملتين والباءين الموحدتين - وهو لقب جده إبراهيم، وإنما قيل له ذلك لأنه كان يلثغ فيجعل القاف طاء، وطلب يوماً ثيابه، فقال له غلامه: أجيء بدراعة فقال: لا، طباطبا، يرد قبا قبا،


(١) هذه هي رواية أج د واليتيمة؛ وفي ب هـ: قف لا ترد للماء.
(٢) هذه هي رواية أج واليتيمة؛ وفي سائر الأصول: وفاء الحب.

<<  <  ج: ص:  >  >>