ما أشرك فيك القلب فلم ... في نار الهجر تخلده ومن شعر الحصري أيضاً:
أقول له وقد حيا بكأسٍ ... لها من مسك ريقته ختام
أمن خديك تعصر قال كلا ... متى عصرت من الورد المدام ولما كان مقيماً بمدينة طنجة أرسل غلامه إلى المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية، واسمها في بلادهم حمص، فأبطأ عنه، وبلغه أن المعتمد ما احتفل به، فعمل:
نبه الركب الهجوعا ... ولم الدهر الفجوعا
حمصٌ الجنة قالت ... لغلامي لا رجوعا
رحم الله غلامي ... مات في الجنة جوعا وقد التزم في هذه الأبيات لزوم ما لا يلزم.
وحكى تاج الدين العلا أبو زيد المعروف بالنسابة، قال: حدثني أبو أصبغ نباتة ابن الأصبغ بن زيد بن محمد الحارثي الأندلسي عن جده زيد بن محمد، قال: بعث المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية إلى أبي العرب الزبيري خمسمائة دينار، وأمره أن يتجهز بها ويتوجه إليه، وكان بجزيرة صقلية وهو من أهلها - وهو أبو العرب مصعب بن محمد بن أبي الفرات القرشي الزبيري الصقلي الشاعر - وبعث مثلها إلى أبي الحسن الحصري وهو بالقيروان، فكتب إليه أبو العرب:
لا تعجبن لرأسي كيف شاب أسىً ... واعجب لأسود عيني كيف لم يشب
البحر للروم لا تجري السفين به ... إلا على غررٍ والبر للعرب