للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصارمه كبيعته بخمٍ ... مقاصدها من الخلق الرقاب فنظم المتنبي هذا وقال (١) :

كأن الهام في الهيجا عيونٌ ... وقد طبعت سيوفك من رقاد

وقد صغت الأسنة من هموم ... فما يخطرن إلا في فؤاد (٢) وكان قد قصد حضرة سيف الدولة بن حمدان بحلب، ولما عزم على مفارقته، وقد غمره بإحسانه، كتب إليه يودعه:

أودع لا أني أودع طائعا ... وأعطي بكرهي الدهر ما كنت مانعا

وأرجع لا ألفي سوى الوجد صاحباً ... لنفسي إن ألفيت بنفسي راجعا

تحملت عنا بالصنائع والعلا ... فنستودع الله العلا والصنائعا

راعاك الذي يرعى بسيفك دينه ... ولقاك روض العيش أخضر يانعا ومن شعره أيضاً، عزاها إليه الثعالبي، ثم عزاها إلى أبي محمد ابن المنجم (٣) :

إذا لم تنل همم الأكرمين ... وسعيهم وادعاً فاغترب

فكم دعةٍ أتعبت أهلها ... وكم راحة نتجت من تعب وله أيضاً:

إني ليهجرني الصديق تجنياً ... فأريه أن لهجره أسبابا

وأخاف إن عاتبته أغريته ... فأرى له ترك العتاب عتابا

وإذا بليت بجاهلٍ متغافلٍ ... يدعو المحال من الأمور صوابا

أوليته مني السكوت وربما ... كان السكوت عن الجواب جوابا (٤)


(١) ديوان المتنبي: ٧٩.
(٢) ومضى ... فؤاد: سقط من س ل لي.
(٣) اليتيمة ١: ٢٤٨، ٣: ٣٩٤.
(٤) هنا تنتهي الترجمة في ل.

<<  <  ج: ص:  >  >>