للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم أخلع عذاري فيك إلا ... لما عاينت من حسن العذار

وكم أبصرت من حسنٍ ولكن ... عليك لشقوتي وقع اختياري وللزاهي المذكور في تشبيه البنفسج:

ولازورديةٍ أوفت بزرقتها ... بين الرياض على زرق اليواقيت

كأنها فوق قامات ضعفن بها (١) ... أوائل النار في أطراف كبريت وله:

ومدامةٍ لضيائها في كأسها ... نورٌ على فلك الأنامل بازغ

رقت وغاب عن الزجاجة لطفها ... فكأنما الإبريق منها فارغ ومن محاسن شعره قوله:

وبيضٍ بألحاظ العيون كأنما ... هززن سيوفاً واستللن خناجرا

تصدين لي يوماً بمنعرج اللوى ... فغادرن قلبي بالتصبر غادرا

سفرن بدوراً وانتقبن أهلة ... ومسن غصوناً والتفتن جآذرا

وأطلعن في الأجياد بالدر أنجماً ... جعلن لحبات القلوب ضرائرا وهذا تقسيم عجيب، وقد استعمله جماعة من الشعراء، ولكنهم ما أتوا به على هذه الصورة، فإنه أبدع فيه، وهو مثل قول المتنبي (٢) :

بدت قمراً ومالت خوط بان ... وفاحت عنبراً ورنت غزالا وذكر الثعالبي لبعض شعراء عصره على هذا الأسلوب في وصف مغنٍ:

فديتك يا أتم الناس ظرفاً ... وأصلحهم لمتخذ حبيبا


(١) ر: كأنها فوق طاقات شغفن بها؛ م: كأنها وضعاف القضب تحملها.
(٢) ديوان المتنبي: ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>