وكتب إلى الحكيم أبي القاسم الهوازي، وقد فصده فآلمه:
رحم الإله مجدلين سليمهم ... من ساعديك مبضع بالمبضع
فعصائب تأتيهم بمصائب ... نشرت فتطوي أذرعاً في الأذرع
أفصدتهم بالله أم أقصدتهم ... وخزاً بأطراف الرماح الشرع
دست المباضع أم كنانة أسهم ... أم ذو الفقار مع البطين الأنزع
غرراً بنفسي إن لقيتك بعدها ... يا عنتر العبسي غير مدرع وكان الحكيم المذكور قد أضافه يوماً وزاد في خدمته، وكان في داره بستان وحمام فأدخله إليهما، فعمل أبو الفضل المذكور:
وافيت منزله فلم أرحاجباً ... إلا تلقاني بسن ضاحك
والبشر فيوجه الغلام أمارة ... لمقدمات حياء وجه المالك
ودخلت جنته وزرت جحيمه ... فشكرت رضواناً ورأفة مالك ثم إني وجدت هذه الأبيات للحكيم أبي القاسم هبة الله بن الحسين بن علي الأهوازي الطبيب الأصبهاني، ذكرها العماد الكاتب في الخريدة له، وقال: توفي سنة نيف وخمسين وخمسمائة، وذكرها في ترجمة أبي الفضل ابن الخازن المذكور، والله أعلم لمن هي منهما.
ومن شعره أيضاً -[أعني ابن الخازن]-:
وأهيف ينميه إلى العرب لفظه ... وناظره الفتان يعزي إلى الهند
تجرعت كأس الصبر من رقبائه ... لساعة وصل منه أحلى من الشهد
وهادنت أعماماً له وخؤولةً ... سوى واحد منهم غيور على الخد
كنقطة مسك أودعت جلنارة ... رأيت بها غرس البنفسج في الورد [وكان أبو بكر الخوارزمي يروي لمعاً من شعره كقوله في وصف العيار