إلى الجزيرة ودرس بها، وقصد من البلاد للاشتغال عليه وبطريقته، وصنف كتاباً شرح فيه إشكالات كتاب " المهذب " للشيخ أبي إسحاق الشيرازي وغريب ألفاظه وأسماء رجاله، سماه " الأسامي والعلل من كتاب المهذب " وهو مختصر.
وكان من العلم والدين في محل رفيع، وكان أحفظ من بقي في الدنيا على ما يقال لمذهب الإمام الشافعي، رضي الله عنه، وكان الغالب عليه المذهب، وانتفع به خلق كثير، وكان ينعت زين الدين جمال الإسلام. ومولده في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة. وتوفي في ثاني شهر ربيع الأول، وقيل الآخر، سنة ستين وخمسمائة بالجزيرة، رحمه الله تعالى.
وما خلف مثله، وله تلاميذ كثيرون (١) .
(١٣٦) وتوفي شيخه أبو الغنائم الفارقي المذكور سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، رحمه الله تعالى، وعليه اشتغل الفقيه عيسى بن محمد الهكاري - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - بالجزيرة.
والبزري: بفتح الباء الموحدة وسكون الزاي وبعدها راء، هذه النسبة إلى عمل البزر أو بيعه، والبزر في تلك البلاد اسم للدهن المستخرج من حب الكتان، وبه يستصبحون.
(١) وقعت هذه الجملة في س ل لي في وصف شيخه أبي الغنائم بعد لفظة " بالجزيرة "؛ وموضعها في المسودة يجيز هذا الاضطراب، وقد سقطت من ن.