للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله دوبيت ومواليا وألغاز.

وسمعت أنه كان رجلاً صالحاً كثير الخير، على قدم التجرد، جاور بمكة، زادها الله تعالى شرفاً، زماناً. وكان حسن الصحبة محمود العشرة، أخبرني عنه بعض أصحابه أنه ترنم يوماً وهو في خلوة ببيت الحريري، صاحب " المقامات " وهو:

من ذا الذي ما ساء قط ... ومن له الحسنى فقط قال: فسمع قائلاً ولم ير شخصه وقد أنشد:

محمد الهادي الذي ... عليه جبريل هبط وأنشدني له جماعة من أصحابه مواليا في غلام صنعته الجزارة، وهو كيس، ولم أره في ديوانه:

قلتو لجزر عشقتو كم تشرخني ... قتلتني قال ذا شغلي توبخني

ومل إلي وبس رجلي يربخني (١) ... يريد ذبحي فينفخني ليسلخني (٢) وقد كتبته على اصطلاحهم فإنهم لا يراعون فيه الإعراب والضبط بل يجوزون فيه اللحن، بل غالبه ملحون، فلا يؤاخذ من يقف عليه.

وكان يقول: عملت في النوم بيتين، وهما (٣) :

وحياة أشواقي إلي ... ك وحرمة الصبر الجميل

لا أبصرت عيني (٤) سوا ... ك ولا صبوت إلى خليل وكانت ولادته في الرابع من ذي القعدة سنة ست وسبعين وخمسمائة بالقاهرة. وتوفي بها يوم الثلاثاء الثاني من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ودفن من الغد بسفح المقطم، رحمه الله تعالى.


(١) يربخ: يجعل مسترخياً ضعيفاً؛ ل س لي: وقام إلي يبوس رجلي يربخني.
(٢) لي س: اوذايش أقول قصدو ينفخني لسلخني؛ وانظر الديوان ٢: ٢٣٣.
(٣) الديوان ٢: ٢٣٢.
(٤) ر: ما استحسنت عيني.

<<  <  ج: ص:  >  >>