للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكأن أبا تمام يقول: إن كان مسعود قد رجع عن ذلك المذهب وصار يبكي على الطلول فلست منه، وهذا أبلغ في التبري منه مما إذا كان هذا شأنه، فصار كقول القائل: إن كان حاتم قد بخل أو السموأل قد غدر فلست منهما، وهذا أبلغ من قوله: إن كان البخيل قد بخل والغادر قد غدر فلست منهما، وهذا حاصل ما قاله الآمدي، وإن كان بغير هذه العبارة (١) .

وأخبار ذي الرمة كثيرة، والاختصار أولى. وكانت وفاته سنة سبع عشرة ومائة، رحمه الله تعالى، ولما حضرته الوفاة قال: أنا ابن نصف الهرم، أنا ابن أربعين سنة، وأنشد (٢) :

يا قابض الروح عن نفسي إذا احتضرت ... وغافر الذنب زحزحني عن النار وغافر الذنب زحزحني عن النار ... وإنما قيل له ذو الرمة بقوله في الوتد (٣) :

أشعث باقي رمة التقليد ... والرمة - بضم الراء - الحبل البالي، وبكسرها العظم البالي.

وقال أبو عمرو بن العلاء: ختم الشعر بذي الرمة والرجز برؤبة بن العجاج (٤) ، فقيل له: إن رؤبة حي، فقال: نعم، ولكن ذهب شعره كما ذهب مطعمه وملبسه ومنكحه، فقيل له: فهؤلاء الآخرون فقال: مرقعون مهدمون، إنما هم كل على غيرهم (٥) .


(١) قد وردت صورة من هذا الخبر ومعها نقل عن الآمدي في ترجمة أبي تمام (٢: ١١) مختلف عن المثبت هنا، والذي أورده هنا رغم أنه منقول بالمعنى أقرب إلى ما جاء في الموازنة؛ قلت: والذي ذكر في ترجمة أبي تمام هنالك من زيادات بعض النسخ وليس هناك ما يدل على أن له وجوداً في مسودة المؤلف.
(٢) ملحقات الديوان: ٦٦٧.
(٣) الديوان: ١٥٥.
(٤) في المختار: افتتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمة؛ وهنا تنتهي الترجمة في م.
(٥) عند هذا الحد ينتهي القسم الأول الموجود من مسودة المؤلف، وبه تنتهي الترجمة في بر والنسخ الأخرى ما عدا ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>