للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبوكم آدم سن المعاصي ... وعلمكم مفارقة الجنان

فقلت: إذا رأيت أبا شجاع ... سلوت عن العباد وذا المكان

فإن الناس والدنيا طريق ... إلى من ماله في الناس ثاني ومدحه بعد ذلك بعدة قصائد، ثم أنشده قصيدته الكافية يودعه فيها ويعده بالعود إلى حضرته، وذلك صدر شعبان من السنة المذكورة، وهي آخر شعر المتنبي فإنه قتل في عوده من عنده كما سبق في ترجمته، ومن جملة هذه القصيدة (١) :

أروح وقد ختمت على فؤادي ... بحبك أن يحل به سواكا

وقد حملتني شكرا طويلا ... ثقيلا لا أطيق به حراكا

أحاذر أن يشق على المطايا ... فلاتمشي بنا إلا سواكا (٢)

لعل الله يجعله رحيلا ... يعين على الإقامة في ذراكا

فلو أني استطعت خفضت طرفي ... فلم أبصر به حتى أراكا

وكيف الصبر عنك وقد كفاني ... نداك المستفيض وما كفاكا وما أحسن قوله فيها:

ومن أعتاض عنك إذا افترقنا ... وكل الناس زور ما خلاكا

وما انا غير سهم في هواء ... يعود ولم يجد فيه امتساكا وقصده أيضا أبو الحسن محمد بن عبد الله السلامي - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - وكان عين شعراء العراق، وأنشده قصيدته البديعة التي منها:

إليك طوى عرض البسيطة جاعل ... قصارى المطايا أن يلوح لها القصر

فكنت وعزمي في الظلام وصارمي ... ثلاثة أشباه (٣) كما اجتمع النسر


(١) ديوانه: ٥٨٤.
(٢) المختار: أشياء.
(٣) السواك: المشي المضطرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>