للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوصله وقضى دينه. ودخل عليه بعض الشعراء فأنشده:

الله أجرى من الأرزاق أكثرها ... على يديك تعلم يا أبا دلف

ما خط " لا " كاتباه في صحيفته ... كما تخطط لا في سائر الصحف

بارى الرياح فأعطى وهي جارية ... حتى إذا وقفت أعطى ولم يقف ومدائحه كثيرة. وله أيضا أشعار حسنة، ولولا خوف التطويل لذكرت بعضها.

وكان أبوه قد شرع في عمارة مدينة الكرج وأتمها هو، وكان بها أهله وعشيرته وأولاده، وكان قد مدحه وهو بها بعض الشعراء، فلم يحصل له منه ما في نفسه، فانفصل عنه وهو يقول - وهذا الشاعر هو منصور بن باذان، وقيل هو بكر بن النطاح والله أعلم -:

دعيني أجوب الأرض في فلواتها ... فما الكرج الدنيا ولا الناس قاسم وهذا مثل قول بعضهم، ولا أدري أيهما أخذ من الآخر:

فإن رجعتم (١) إلى الإحسان فهو لكم ... عبد كما كان، مطواع (٢) ومذعان

وإن أبيتم فأرض الله واسعة ... لا الناس أنتم ولا الدنيا خراسان ثم وجدت هذين البيتين قد ذكرهما السمعاني في كتاب الذيل، في ترجمة أبي الحسن علي بن محمد بن علي البلخي، فقال: أنشدني القاضي علي بن محمد البلخي بدورق متمثلا للأمير أبي الحسن علي بن المنتجب، ولعله سمع منه، وأنشد البيتين (٣) .

وروي أن الأمير علي بن عيسى بن ماهان صنع مأدبة لما قدم أبو دلف من


(١) لي: رحلتم.
(٢) س: إن تكرموني فإني غرس نعمتكم، مهما حييت فمطواع، وذكر في الهامش الرواية التي أثبتت هنا.
(٣) ثم وجدت ... البيتين: سقط من س والمختار.

<<  <  ج: ص:  >  >>