فإن يكن خفض الأيام من غلط ... في موضع النصب لا عن قلة النظر
فقد تفاءلت في هذا لسيدنا ... والفأل مأثورة عن سيد البشر
بأن أيامه خفض بلا نصب ... وأن أوقاته صفر بلا كدر وأخبار كافور كثيرة.
[ولما كثرت الزلازل بمصر في أيام كافور أنشده محمد بن عاصم قصيدة يقول فيها:
ما زلزلت مصر من سوء يراد بها ... لكنها رقصت من عدله فرحا فأمر له بألف دينار، وقيل إن عطاءه ذلك حث المتنبي على المسير إلى مصر.
ودخل على كافور غلام فقال: ما اسمك قال: كافور، فقال: نعم ما كل من اسمه محمد نبي.
وله مع الشيخ عبد الله بن جابار الصوفي الزاهد شيخ البقاعي، رحمهما الله تعالى، وكان من كبار المشايخ، قصة عجيبة هي من غرر مناقبه، ذكر المسبحي في تاريخه قال: حدثني أبو الدابة كاتب أبي بكر القمي عن أبي الحسن البغدادي قال: وردت إلى مصر مع والدي وأنا صبي دون البلوغ في أيام كافور، وكان أبو بكر المحلي يتولى نفقات مصالحه وخواص خدمه، وقد نتجت بينه وبين أبي مودة، وكان يزوره ويصله، قال: فجاءه ذات يوم فتذاكرا أخبار كافور وطريقته وما هو عليه من الخشوع، فقال أبو بكر لأبي وأنا أسمع: هذا الأستاذ كافور له في كل عيد أضحى عادة، وهي أن يسلم إلي بغلا محملا ذهبا وورقا وجريدة تتضمن أسماء قوم من حد القرافة إلى المنامة وما بينهما، ويمضي معي صاحب الشرطة ونقيب يعرف المنازل، وأطوف من بعد العشاء الآخرة إلى آخر الليل حتى أسلم ذلك إلى من جعل له وتتضمن اسمه الجريدة، وأطوف منزل كل إنسان ما بين رجل وامرأة وأقول: الأستاذ أبو المسك كافور يهنيك بعيدك ويقول لك: اصرف هذا في منفعتك، فادفع إليه ما جعل له، فلما كان في هذا العيد جريت على العادة ورأيته زادني في الجريدة الشيخ أبو عبد الله ابن جابار مائة دينار فأنفقت المال في أربابه ولم يبق إلا الصرة، فجعلتها في كمي