للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يميل إلى علم التاريخ، وعلى خاطره منه شيء يذاكر به، ولم يزل، رحمه الله تعالى، مؤيدا (١) في مواقفه ومصافاته مع كثرتها، لم ينقل أنه انكسر في مصاف قط (٢) ، ولو استقصيت في تعداد محاسنه لطال الكتاب، وفي شهرة معروفه غنية (٣) عن الإطالة وليعذر الواقف على هذه الترجمة ففيها تطويل، ولم يكن سببه إلا ما له علينا من الحقوق التي لا نقدر على القيام بشكر بعضها، ولو عملنا مهما عملناه، وشكر المنعم واجب، فجزاه الله عنا أحسن الجزاء، فكم له علينا من الأيادي، ولأسلافه على أسلافنا من الإنعام، والإنسان صنيعة الإحسان، ومع الاعتراف بجميله فلم أذكر عنه شيئا على سبيل المبالغة، بل كل ما ذكرته عن مشاهدة وعيان، وربما حذفت بعضه طلبا للإيجاز.

وكانت ولادته بقلعة الموصل ليلة الثلاثاء السابعة والعشرين من المحرم سنة تسع وأربعين وخمسمائة. وتوفي وقت الظهر ليلة الجمعة رابع عشر شهر رمضان سنة ثلاثين وستمائة بداره في البلد التي كانت لمملوكه شهاب الدين قراطايا، فلما قبض عليه في سنة أربع عشرة وستمائة أخذها وصار يسكنها بعض الأوقات، فمات بها، ثم نقل إلى قلعة إربل ودفن بها، ثم حمل بوصية منه إلى مكة، شرفها الله تعالى، وكان قد أعد له بها قبة تحت الجبل في ذيله يدفن فيها، وقد سبق ذكرها، فلما توجه الركب إلى الحجاز سنة إحدى وثلاثين سيروه في الصحبة، فاتفق أن رجع الحاج تلك السنة من لينة، ولو يصلوا إلى مكة، فردوه ودفنوه بالكوفة بالقرب من المشهد، رحمه الله تعالى وعوضه خيرا وتقبل مباره وأحسن منقلبه.

(١٥٧) وأما زوجته ربيعة خاتون بنت أيوب فإنها توفيت في شعبان سنة ثلاث وأربعين وستمائة، وغالب ظني أنها جاوزت ثمانين سنة، ودفنت في


(١) ر: مؤيداً منصوراً.
(٢) جاء في المختار بعد هذه اللفظة: " قلت، أعني كاتبها موسى بن أحمد: قد اختصرت هذه الترجمة مع المبالغة في الاختصار مع أن والدي قدس الله روحه قال فيها إنه ذكر أحواله ملخصة مختصرة وأنه لو فصلها لطال الشرح، واعتذر عن طولها مع الاختصار بكثرة ما كان للمذكور عليه وعلى سلفه من الإحسان والحقوق ... ".
(٣) ر: تغني.

<<  <  ج: ص:  >  >>