للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي لم يتخذ ولدا) ، ثم قرأ أول الكهف: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) ، الآيات الثلاث، ثم قرأ من النمل: (وقل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى) ، ثم قرأ من سورة سبأ: (الحمد لله الذي له ما في السموات) ، ثم قرأ من سورة فاطر: (الحمد لله فاطر السموات والأرض) ، وكان قصده أن يذكر جميع تحميدات القرآن الكريم، ثم شرع في الخطبة، فقال: الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومذل الشرك بقهره، ومصرف الأمور بأمره، ومديم النعم بشكره، ومستدرج الكفار (١) بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله، وجعل العاقبة للمتقين بفضله، وأفاء على عباده من ظله، وأظهر دينه على الدين كله، القاهر فوق عباده فلا يمانع، والظاهر على خليقته فلا ينازع، والآمر بما يشاء فلا يراجع، والحاكم بما يريد فلا يدافع، أحمده على إظفاره وإظهاره، وإعزازه لأوليائه ونصره لأنصاره، وتطهير بيته المقدس من أدناس الشرك وأوضاره، حمد من استشعر الحمد باطن سره وظاهر جهاره (٢) ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، شهادة من طهر بالتوحيد قلبه، وأرضى به ربه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله رافع الشك، وداحض (٣) الشرك، وراحض الإفك، الذي أسرى به من المسجد الحرام إلى هذا المسجد الأٌقصى، وعرج به منه إلى السموات العلا إلى سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى، ما زاغ البصر وما طغى، صلى الله عليه وعلى خليفته أبي بكر الصديق السابق إلى الإيمان، وعلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أول من رفع عن هذا البيت شعار الصلبان، وعلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان ذي النورين جامع القرآن، وعلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مزلزل الشرك ومكسر الأوثان، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.


(١) ر: الكفر.
(٢) ن: اجهاره.
(٣) كذا في جميع النسخ؛ وزاد في متن ر: قلت وصوابه: مدحض الشرك لأنه رباعي والثلاثي منه لازم فليس له مفعول.

<<  <  ج: ص:  >  >>