للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمن سبقها، اللهم اشكر عن محمد صلى الله عليه وسلم سعيه، وأنفذ في المشارق والمغارب أمره ونهيه، اللهم وأصلح به أوساط البلاد وأطرافها، وأرجاء الممالك وأكنافها، اللهم ذلل به معاطس الكفار، وأرغم به أنوف الفجار، وانشر ذوائب ملكه على الأمصار، وابثث سرايا جنوده في سبل الأقطار. اللهم ثبت الملك فيه وفي عقبه إلى يوم الدين، واحفظه في بنيه وبني أبيه الملوك الميامين (١) ، واشدد عضده ببقائهم، واقض بإعزاز أوليائه وأوليائهم. اللهم كما أجريت على يده في الإسلام هذه الحسنة التي تبقى على الأيام، وتتخلد على مر الشهور والأعوام، فارزقه الملك الأبدي الذي لا ينفد في دار اليقين، وأجب دعاءه في قوله " رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، وأن أعمل صالحا ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين " - الأحقاف: ١٥ - ثم دعا بما جرت به العادة.

وكانت ولادته سنة خمسين وخمسمائة بدمشق، وتوفي في سابع شعبان سنة ثمان وتسعين وخمسمائةبدمشق ودفن من يومه بسفح جبل قاسيون، رحمه الله تعالى.

(١٧١) وكان والده أبو الحسن علي الملقب زكي الدين على القضاء بدمشق. وكان كثير الخير والدين، فاستعفى عن القضاء فأعفي، فخرج إلى مكة حاجا، وعاد إلى بغداد في صفر سنة ثلاث وستين وخمسمائة فأقام بها، وكان عالي الطبقة في سماع الحديث، سمع خلقا كثيرا، وحدث ببغداد مدة إقامته، وسمع عليه الناس، ولم يزل بها إلى أن توفي يوم الخميس الثامن والعشرين من شوال سنة أربع وستين وخمسمائة، وصلي عليه بجامع القصر، ودفن بمقبرة الإمام أحمد بن حنبل، رضي الله عنهم أجمعين (٢) .

(١٧٢) وأما ابن برجان المذكور (٣) ، فهو: أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن اللخمي، كان عبدا صالحا، وله تفسير القرآن


(١) ر: والسلاطين.
(٢) هنا تنتهي الترجمة في ن س ل لي بر.
(٣) ترجمته في التكملة رقم: ١٧٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>