للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولى رجلا على العميان والأيتام والقواعد من النساء اللواتي لا أزواج لهن، فدخل على هذا المتولي بعض المتخلفين ومعه ولده، فقال له: إن رأيت أصلحك الله أن تثبت اسمي مع القواعد، فقال له المتولي: القواعد نساء فكيف أثبتك فيهن فقال ففي العميان فقال: أما هذا فنعم، فإن الله تعالى يقول " فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " - الحج:٤٦ - فقال: وتثبت ولدي في الأيتام، فقال: وهذا أفعله أيضا، فإنه من تكن أنت أباه فهو يتيم، فانصرف عنه وقد أثبته في العميان وولده في الأيتام.

وطلب (١) بعض الأكابر من المبرد معلما لولده، فبعث شخصا وكتب معه: قد بعثت به وأنا اتمثل فيه:

إذا زرت الملوك فإن حسبي ... شفيعا عندهم أن يخبروني ومعنى هذا البيت مأخوذ من كلام أحمد بن يوسف كاتب المأمون وقد أهدى إليه ثوب وشي في يوم نيروز: قد أهديت إلى أمير المؤمنين ثوب وشي يصف نفسه، والسلام.

[وحكى عنه أبو بكر ابن أبي الأزهر بشيء طريف في هذا قال: حدثني محمد بن يزيد قال: قال لي المازني ياأبا العباس بلغني أنك تنصرف من مجلسنا فتصير إلى مواضع المجانين والمعالجين فما معناك في ذاك قال: فقلت له: ان لهم أعزك الله طرائف من الكلام وعجائب من الأقسام، فقال: حدثني بأعجب ما رأيته منهم، فقلت: دخلت يوما إلى مستقرهم مع ابن أبي خميصة، وكان المتقلد عليهم النفقة والمتقلد أحوالهم، فرأيت مراتبهم على مقدار بليتهم، فمررت على شيخ منهم تلوح صلعته وتبرق بالدهن جبهته، وهو جالس على حصير نظيف ووجهه إلى القبلة كأنه يريد الصلاة، فجاوزته إلى غيره، فناداني: سبحان الله، اين السلام من أولى به أنا أو أنت فاستحسنت منه وقلت: السلام عليكم، فقال: لو كنت ابتدأت لأوجبت علينا حسن الرد عليك، على أننا نصرف سوء


(١) وطلب بعض ... السلام: سقط من النسخ ما عدا ر والمختار.

<<  <  ج: ص:  >  >>