للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنما أوجب التباعد منا ... أنني سكر وأنك ملح فكتب إليه:

هل يقول الإخوان يوما لخل ... شاب منه محض المودة قدح

بيننا سكر فلاتفسدنه أم ... يقولون: بيننا وبينك ملح (١) وله يهجو بعض الرؤساء:

تهت علينا ولست فينا ... ولي عهد ولا خليفة

فته وزد ما علي جار ... يقطع عني ولا وظيفة

ولا تقل ليس في عيب ... قد تقذف الحرة العفيفه

والشعر نار بلا دخان ... وللقوافي رقى لطيفه

كم من ثقيل المحل سام ... هوت به أحرف خفيفه

لوهجي المسك وهو أهل ... لكل مدح لصار جيفه وله أيضا:

قيل: ما أعددت للبر ... د فقد جاء بشده

قلت: دراعة عري ... تحتها جبة رعده وله بيتان اللذان ذكرهما الحريري في المقامة الكرجية (٢) ، وهما:

جاء الشتاء وعندي من حوائجه ... سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا


(١) ورد بعد هذا في النسخ ن س ل لي بر من: ذكره العماد في الخريدة وقال: لقيته بدمشق سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وتوفي بعد ذلك بقليل؛ والكلام بحسب موقعه ينصرف إلى ابن أبي العصب، وهو واضح الخطأ، ولهذا ورد في هامش ن تعليق بخط غير خط الأصل يقول فيه المعلق " لعل هذا سهو من قلم الناسخ إذ لو كان تاريخ وفاة الملحي ذاك، كيف يمكن المطارحة بينه وبين ابن سكرة ... " والترتيب كما أثبتناه عن نسخة ر يصحح هذا الوهم، فإن كلام العماد ينصرف إلى أبي الثناء محمود لا إلى ابن سكرة.
(٢) مقامات الحريري: ٢٥٤ - ٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>