للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقينك والتقوى، وجودك والغنى، ... ولفظك والمعنى وعزمك والنصر يذكر فيها وفاة أبيه وتوليته الأمر من بعده بقوله:

صبرنا على حكم الزمان الذي سطا ... على أنه لولاك لم يكن الصبر

غزانا ببؤس لا يماثلها الأسى ... تقارن نعمى لا يقوم بها الشكر ومنها:

تباعدت عنكم حرفة لا زهادة ... وسرت إليكم حين مسني الضر

فلاقيت ظل الأمن ماعنه حاجز ... يصد، وباب العز ما دونه ستر

وطال مقامي في غسار جميلكم ... فدامت معاليكم ودام لي الأسر

وأنجز لي رب السموات وعدة ال ... كريم بأن العسر يتبعه (١) اليسر

فجاد ابن نصر لي بألف تصرمت ... وإني عليم أن سيحلفه نصر

لقد كنت مأمورا (٢) ترجى لمثلها ... فكيف وطوعا أمرك النهي والأمر (٣)

وما بي إلى الإلحاح والحرص (٤) حاجة ... وقد عرف المبتاع وانفصل السعر

واني بآمالي لديك مخيم ... وكم في الورى ثاو وآماله سفر

وعندك ما أبغي بقولي تصنعا ... بأيسر ما توليه يستبعد الحر فلما فرغ من إنشادها قال الأمير نصر: والله لوقال عوض قولهسيحلفها نصر: سيضعفها نصر، لأضعفتها له، وأعطاه ألف دينار في طبق فضة.

وكان قد اجتمع على باب الأمير نصر المذكور جماعة من الشعراء، وامتدحوه وتأخرت صلته عنهم، ونزل بعد ذلك الأمير نصر إلى دار بولص النصراني، وكانت له عادة بغشيان منزله، وعقد مجلس الأنس عنده، فجاءت الشعراء الذين


(١) الديوان: من بعده.
(٢) ن: مأمولا.
(٣) الديوان: النفع والضر.
(٤) الديوان: الأشطاط في السوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>