للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" الخادم المعاوي " فكره الخليفة النسبة إلى معاوية، فحك (١) الميم من المعاوي ورد الرقعة إليه، فصار العاوي (٢) .

ومن محاسن قوله:

ملكنا أقاليم البلاد فأذعنت ... لنا رغبة أو رهبة عظماؤها

فلما انتهت أيامنا علقت بنا ... شدائد أيام قليل رخاؤها

وكان إلينا في السرور ابتسامها ... فصار علينا في الهموم بكاؤها

وصرنا نلاقي النائبات بأوجه ... رقاق الحواشي كاد يقطر ماؤها

إذا ما هممنا أن نبوح بما جنت ... علينا الليالي لم يدعنا حياؤها وقوله أيضا (٣) :

تنكر لي دهري ولم يدر أنني ... أعز وأحداث الزمان تهون

فبات يريني الخطيب كيف اعتداؤه ... وبت أريه الصبر كيف يكون ومن شعره أيضا:

وهيفاء لا أصغي إلى من يلومني ... عليها ويغريني بها أن أعيبها

أميل بإحدى مقلتي إذا بدت ... إليها، وبالأخرى أراعي رقيبها

وقد غفل الواشي ولم يدر أنني ... أخذت لعيني من سليمى نصيبها


(١) ر: فكشط، مج: فحك الخليفة.
(٢) علق ابن المؤلف هنا في المختار بقوله: " قلت، أعني كاتبها موسى بن أحمد لطف الله به: ومثل هذا ما حكاه لي بعض أدباء بغداد أن رجلاً متشيعاً مر بباب مدرسة ببغداد وكان بيده قوس بندق وكان حاذقاً بالرمي، فرأى على ذلك الباب مكتوباً بالآجر حروفاً نابتة، مضمونها " معاوية خال المؤمنين " فغاظه ذلك، فرمى بندقة أصاب بها وسط الشكل القائم من حرف اللام في " خال " فزال موضع البندقة فبقي سفل اللام يشبه النون وما هي من الشكل القائم كالنقطة عليه فقرئ " خان " وهذا من لطيف الاتفاقات ".
(٣) ق: ومن شعره أيضاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>