للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جنيت جني الورد من ذلك الخد ... وعانقت غصن البان من ذلك القد فلما انتهى إلى مخلصها قال:

لئن يوما بسمعي ملامة ... لهند فلا عفت الملامة في هند

ولا وجدت عيني سبيلا إلى البكا ... ولا بت في أسر الصبابة والوجد

وبحت بما ألقى ورحت مقابلا ... سماحة مجد الدين بالكفر والجحد وقوله من قصيدة أخرى:

فلا وجد سوى وجدي بليلى ... ولا مجد كمجد ابن الدوامي وقوله في أخرى:

فأقسم أني أفي الصبابة واحد ... وأن كمال الدين في الجود واحد إلى غير ذلك.

وكانت وفاته، على ماقاله ابن الجوزي في تاريخه، في جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين، وقال غيره: سنة ثمانين وخمسمائة ببغداد، ودفن في باب أبرز محاذي التاجية، رحمه الله تعالى.

والأبله: معروف فلا حاجة إلى ضبطه، وإنما قيل له أبله لأنه كان فيه طرف بله، وقيل لأنه كان في غاية الذكاء، وهو من أسماء الأضداد، كما قيل للأسود: كافور.

وكان له ميل إلى بعض أبناء البغاددة، فعبر على باب داره فوجد خلوة، فكتب على الباب، قال العماد الكاتب: وأنشدنيهما:

دارك يا بدر الدجى جنة ... بغيرها نفسي ما تلهو

وقد روي في خبر أنه ... أكثر أهل الجنة البله ولابن التعاويذي المذكور بعده فيه هجاء أفحش فيه، فأضربت عن ذكره مع أنها أبيات جيدة، والله أعلم (١) .


(١) هنا تنتهي نسخة كوبريللي (ل) وقد جاء في آخرها: " آخر الجزء الثاني ولله الحمد والمنة ويتلوه في الثالث أبو الفتح محمد بن عبيد الله بن عبد الله الكاتب المعروف بابن التعاويذي إن شاء الله تعالى، وكتبه العبد الفقير إلى رحمة ربه الراجي عفوه ومغفرته احمد بن محمد بن حمدان الحراني الحنبلي، عامله الله بلطفه، وكان الفراغ منه يوم الأربعاء الثالث عشر من شعبان سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام والرحمة ".

<<  <  ج: ص:  >  >>