للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن زين الدين أولاني يداً ... لم تدع لي رغبة فيما سواها وهي طويلة أجاد في مدحها (١) .

وكان أبوه من أهل إربل وصنعته التجارة، وكان يتردد من إربل إلى البحرين ويقيم بها مدة لتحصيل اللآلئ من المغاصات أسوة التجار، فاتفق أن ولد له هناك الموفق أبو عبد الله المذكور، ثم انتقل إلى إربل فنسب إلى البحرين لهذا السبب (٢) .

وله معنى مليح في غلام اسمه السهم وقد التحى:

قالوا التحى السهم قلت حصن ... حشاك فالآن لا يطيش

فالسهم لا ينفذ الرمايا ... إلا إذا كان فيه ريش وتوفي ليلة الأحد ثالث شهر ربيع الآخر (٣) سنة خمس وثمانين وخمسمائة بإربل، ودفن بمقبرة أهله قبلي البست، رحمه الله تعالى. قال المطرزي في كتاب " المغرب ": البست كلمة فارسية وهو مفتح الماء في فم النهر (٤) .

والبحراني: بفتح الباء الموحدة وسكون الحاء المهملة وفتح الراء وبع الألف نون، هذه النسبة إلى البحرين المقدم ذكرها، وهي بليدة بالقرب من هجر، قال الأزهري: وإنما سميت البحرين لأن في ناحية قراها بحيرة على باب الأحساء وقرى، هجر بينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ، وقدرت البحيرة ثلاثة أميال في مثلها، ولا يغيض ماؤها، وهو راكد زعاق. وحدث أبو عبيد عن أبي محمد اليزيدي قال: سألني المهدي وسأل الكسائي عن النسبة إلى البحرين وعن الحصين، لم قالوا: حصني، وبحراني فقال الكسائي: كرهوا أن يقولوا


(١) ن: أجاد فيها؛ بر من: فيها وفي مدحها.
(٢) زاد في مج س ت: وتردد إلى البلاد ورحل في آخر عمره إلى الموصل، وتوفي بها ليلة الأحد ... الخ، وقد سقط البيتان التاليان من النسخ المذكورة ومن بر من.
(٣) ت: الأول.
(٤) قال المطرزي ... النهر: زيادة من ن ر ق؛ وانظر المغرب ١: ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>