للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أبو بكر محمد بن عيسى بن محمد اللخمي الداني الشاعر المشهور مائلاً إلى بني عباد بطبعه، إذ كان المعتمد الذي جذب بضبعه، وله في المدائح الأنيقة، فمن ذلك قصيدة يمدحه بها ويذكر أولاده الربعة وهم: الرشيد عبيد الله، والراضي يزيد والمأمون والمؤتمن (١) ، ومن جملتها قوله، ولقد أجاد فيه كل الإجادة وأبدع فيه (٢) :

يغيثك في محل، يغنيك في ردىً ... يروعك في درع، يروقك في برد

جمال وإجمالٌ وسبق وصولة ... كشمس الضحى كالمزن كالبرق كالرعد

بمهجته شاد العلا ثم زادها ... بناء بأبناءٍ جحاجحة لد

بأربعة مثل الطباع تركبوا ... لتعديل جسم المجد والشرف العد ومع هذا المكارم والإحسان العام لم يسلموا من لسان طاعن، وفيهم يقول أبو الحسن جعفر بن إبراهيم بن الحاج اللورقي (٣) :

تعز عن الدنيا ومعروف أهلها ... إذا عدم المعروف في آل عباد

حللت بهم ضيفاً ثلاثة أشهر ... بغير قرى ثم ارتحلت بلا زاد وكان الأذفونش فرذلند ملك الإفرنج بالأندلس قد قوي أمره في ذلك الوقت، وكانت ملوك الطوائف من المسلمين هناك يصالحونه، ويؤدون إليه ضريبة، ثم إنه أخذ طليطلة في يوم الثلاثاء مستهل صفر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة بعد حصار شديد، وكانت للقادر بالله بن ذي النون، وفي أخذها يقول أبو محمد عبد الله بن فرج بن غزلون اليحصبي، يعرف بابن العسال الطليطلي، وهو مذكور في " الصلة " لابن بشكوال (٤) :


(١) ن: والمأمول والمؤمل؛ ق ر: والمأمول والمؤمل.
(٢) كل الإجادة وأبدع فيه: سقط من ت س بر من.
(٣) النفح ٤: ٢٢٦؛ وفي ن: جعفر بن محمد بن إبراهيم.
(٤) الصلة: ٢٧٦ (وتوفي سنة ٤٧٨) ؛ س بر: عزلون، ق غرنون؛ المختار: غرنون؛ المختار: غرنون، ن: عرنون، دون اعجام؛ وفي س: الغسال. وقد وردت هذه الأبيات في عدة مصادر أندلسية، انظر النفح ٤: ٣٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>