للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبع وسبعين وخمسمائة.

ومينا: بكسر الميم وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح النون وبعدها ألف.

ومماتي - بفتح الميمين والثانية منهما مشددة وبعد الألف تاء مثناة من فوقها وهي مكسورة وبعدها ياء مثناة من تحتها - وهو لقب أبي مليح المذكور وكان نصرانياً، وإنما قيل له مماتي لأنه وقع في مصر غلاء عظيم، وكان كثير الصدقة والإطعام، وخصوصاً لصغار المسلمين، فكانوا إذا رأوه ناداه كل واحد منهم مماتي، فاشتهر به، هكذا اخبرني الشيخ الحافظ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم المنذري، نفع الله به، ثم انشدني عقيب (١) هذا القول مرثية فيه وقال: أظن هذين البيتين لأبي طاهر لان مكنسة المغربي (٢) ، وهما:

طويت سماء المكرما ... ت وكورت شمس المديح

من ذا أؤمل أو أرجي ... بعد موت أبي المليح ثم كشفت عنهما فوجدتهما له، فيه مدائح أيضاً [وكان أبو الطاهر ابن مكنسة خصيصاً بأبي مليح مماتي جد الأسعد المذكور؛ وكان في بستانه المعروف بظاهر مصر، مجاور جامع راشدة الحاكمي، منظرته المعروفة بالنزهة ولها البئر الموصوف ماؤها بشدة البرد والحلاوة في الصيف حتى إن صاحب قصر الحكمة كان ينفذ من يأخذ من مائها لشربه، وفيها يقول ابن مكنسة من جملة قصيدة يمدحه بها ويصف المنظرة:

ومن عجائبها البئر التي انفردت ... بالقر في الحر والأمواه تضطرم

كأنما ماؤها في كل هاجرة ... ريق الحبيب عقيب الهجر وهي فم]


(١) د: بعد.
(٢) هو إسماعيل بن محمد، عده العماد من شعراء مصر وقال: إن الأفضل جفاه بسبب هذين البيتين (الخريدة - قسم مصر ٢: ٢٠٣ وانظر الرسالة المصرية: ٤٣ والفوات ١: ٣٦) وتوفي ابن مكنسة سنة ٥١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>