للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد ولده المسعود صلاح الدين أبا المظفر يوسف المعروف بأطسيس ابن الملك الكامل - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى -.

وكان ولده الملك الأوحد نجم الدين أيوب ينوب عنه في ميافارقين وتلك النواحي، فاستولى على مدينة خلاط وبلاد أرمينية واتسعت مملكته، وذلك في سنة أربع وستمائة.

ولما تمهدت له البلاد قسمها بين أولاده، فأعطى الملك الكامل الديار المصرية والملك المعظم البلاد الشامية، والملك الأشرف البلاد الشرقية، والأوحد في المواضع التي ذكرناها.

وكان ملكاً عظيماً ذا رأي ومعرفة تامة قد حنكته التجارب، حسن السيرة جميل الطوية، وافر العقل، حازماً في الأمور صالحاً محافظاً على الصلوات في أوقاتها، متبعاً لأرباب السنة مائلاً إلى العلماء، حتى صنف له فخر الدين الرازي كتاب " تأسيس التقديس " وذكر اسمه في خطبته وسيره إليه من بلاد خراسان وبالجملة فإنه كان رجلاً مسعوداً، ومن سعادته أنه خلف أولاداً لم يخلف أحد من الملوك امثالهم في نجابتهم وبسالتهم ومعرفتهم وعلة همتهم، ودانت لهم العباد وملكوا خيار (١) البلاد، ولما مدح ابن عنين - المقدم ذكره (٢) - الملك العادل بقصيدته الرائية المذكور بعضها في ترجمته جاء منها في مديح أولاده المذكورين قوله (٣) :

وله البنون بكل أرض منهم ... ملكٌ يقود إلى الأعادي عسكرا

من كل وضاح الجبين تخاره ... بدراً، وإن شهد الوغى فغضنفرا


(١) ق: خير.
(٢) انظر ما تقدم ج ٥: ١٤.
(٣) ديوان ابن عنين:٧؛ وعلق ابن المؤلف هنا بقوله: " قلت، أعني كاتبها موسى بن أحمد لطف الله به: أخبرني والدي قدس الله روحه أن ابن عتيق لما كان ينشد هذه القصيدة بين يدي الملك العادل ووصل إلى هذا البيت " وله البنون ... " قال له ولده الملك المعظم: يا خوند، قصد بقوله " يقود " القيادة، وذلك في حالة المجون، فقال له الملك العادل: ما ترى في ما يقوله يا ابن عنين، فأنكر ثم أقسم عليه فقال: هذا أردت، فضحكوا من ذلك ".

<<  <  ج: ص:  >  >>