للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرى. وكان في الغالب يضيف بالشام لأجل الفواكه (١) والثلج والمياه الباردة، ويشتي في الديار المصرية لاعتدال الوقت فيها وقلة البرد، وعاش في أرغد عيش، وكان يأكل كثيراً خارجاً عن المعتاد، حتى يقال إنه يأكل وحده خروفاً لطيفاً مشوياً، وكان له في النكاح نصيب وافر، وحاصل الأمر (٢) انه كان ممتعاً في دنياه.

وكانت ولادته بدمشق في المحرم سنة أربعين، وقيل ثمان وثلاثين وخمسمائة. وتوفي في سابع جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وستمائة بعالقين، ونقل إلى دمشق ودفن بالعلقة ثاني يوم وفاته، ثم نقل إلى مدرسته المعروفة به ودفن في التربة التي بها (٣) ، وقبره على الطريق يراه المجتاز من الشباك المركب هناك، رحمه الله تعالى.

وعالقين: بفتح العين المهملة وبعد الألف لام مكسورة وقاف مكسورة أيضاً وياء مثناة من تحتها ساكنة وبعدها نون، وهي قرية بظاهر دمشق من الجيدور وكان ذلك عند وصول الفرنح إلى ساحل الشام، وقصدوا أولاً لقاء الملك العادل، فتوجه قدامهم إلى جهة دمشق ليتجهز ويتأهب للقائهم، فلما وصل إلى الموضع المذكور توفي به، فحينئذ أعرض جميع الفرنج عن دمشق (٤) ، وقصدوا الديار المصرية فكانت وقعة دمياط المشهورة في ذلك التاريخ، وتاريخها مضبوط في ترجمة يحيى بن منصور المعروف بابن جراح في حرف الياء.

وأطسيس: بفتح الهمزة وسكون الطاء المهملة وكسر السين المهملة وبعدها ياء مثناة من تحتها ثم سين ثانية، وهي كلمة تركية معناها بالعربية ما له اسم، ويقال: إنما سمي بذلك لأن الملك الكامل ما كان يعيش له ولد، فلما ولد هذا المسعود المذكور قال بعض الحاضرين في مجلسه من الأتراك: في بلادنا إذا كان الإنسان لا يعيش له ولد سماه أطسيس، فسماه أطسيس (٥) ، والناس يقولون


(١) ر: الفاكهة.
(٢) ر ق: وحاصل ذلك.
(٣) إلى هنا انتهت الترجمة في مج.
(٤) ق ر: دمشق والشام.
(٥) ق: بذلك؛ المختار: ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>