للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه إلى هذه، وقال لسائل سأله: أيهما أصعب عليك وأشق قال: إذا عارضني النقرس فكأني بين فكي سبع يمضغني، وإذا اعتراني القولنج وددت لو استبدلت النقرس عنه، ويقال: إنه رأى أكاراً في بستان يأكل خبزاً ببصل ولبن وقد أمعن منه، فقال: وددت لو كنت كهذا الأكار آكل ما أشتهي؛ قلت: وهذه شيمة الدنيا، قل أن تصفو من الشوائب (١) .

ورأيت في بعض المجاميع أن الصاحب بن عباد عبر على باب داره بعد وفاته فلم ير هناك أحداً بعد أن كان الدهليز يغص من زحام الناس (٢) ، فأنشد:

أيها الربع لم علاك اكتئاب ... أين ذاك الحجاب والحجاب

أين من كان يفرغ الدهر منه ... فهو اليوم في التراب تراب

قل بلا رقبة وغير احتشام ... مات مولاي فاعتراني اكتئاب ثم رأيت في كتاب " اليميني " للعتبي هذه الأبيات، وقد نسبها إلى أبي العباس الضبي، ثم قال: ويقال إنها لأبي بكر الخوارزمي، وقد اجتاز بباب الصاحب ابن عباد، ولا يمكن أن تكون على هذا التقدير للخوارزمي لأنه مات قبل الصاحب كما تقدم ذكره.

ومثل هذه الحكاية ما حكاه علي بن سليمان قال: رأيت بالري دار قوم لم يبق منها إلا رسم بابها، وعليه مكتوب:

اعجب لصرف الزمان (٣) معتبرا ... فهذه الدار من عجائبها

عهدي بها بالملوك زاهية ... قد سطع النور في جوانبها

تبدلت وحشة بساكنها ... ما أوحش الدار بعد صاحبها (٢٢٣) ولما مات رتب مخدومه ركن الدولة ولده ذا الكفايتين أبا الفتح


(١) سقط من النسخ وهو ثابت في المطبوعة المصرية.
(٢) ق: الزحام بالناس.
(٣) ق: الأزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>