للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان ملكشاه، فعمل فيه صردر هذه القصيدة (١) :

قد رجع الحق إلى نصابه ... وأنت من كل الورى أولى به

ما كنت إلا السيف سلته يد ... ثم أعادته إلى قرابه

هزته حتى أبصرته صارماً ... رونقه يغنيه عن ضرابه

أكرم بها وزارة ما سلمت ... ما استودعت إلا إلى أربابه

مشوقة إليك مذ فارقتها ... شوق أخي الشيب إلى شبابه

مثلك محسود ولكن معجز ... أن يدرك البارق في سحابه

حاولها قوم ومن هذا الذي ... يخرج ليثاً خادراً من غابه

يدمى أبو الأشبال من زاحمه ... في خيسه بظفره ونابه

وهل سمعت او رأيت لابساً ... ما خلع الأرقم من إهابه ومنها:

تيقنوا لما رأوها صعبة (٢) ... أن ليس للجو سوى عقابه

إن الهلال يرتجي طلوعه ... بعد السرار ليلة احتجابه

والشمس لا يؤيس من طلوعها ... وإن طواها الليل في جنابه

ما أطيب الأوطان إلا انها ... للمرء أحلى أثر اغترابه

كم عودة دلت على دوامها ... والخلد للإنسان في مآبه

لو قرب الدر على جالبه ... ما لجج الغائض في طلابه

ولو أقام لازماً أصدافه ... لم تكن التيجان في حسابه

ما لؤلؤ البحر ولا مرجانه ... إلا وراء الهول من عبابه وهي قصيدة طويلة اقتصرنا منها على هذا القدر.

وقد سبق في ترجمة سابور بن أردشير ثلاثة أبيات كتبها إليه أبو إسحاق


(١) ديوانه: ٦٣.
(٢) ق ر والمختار: صنعة؛ بر: ضيعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>