ديني على ظبياته ما يقتضى ... فبأي حكم يقتضون رهوني
وخشيت من قلبي الفرار إليهم ... حتى لقد طالبته بضمين
كل النكال أطيق إلا ذلة ... إن العزيز عذابه بالهون
يا عين مثل قذاك رؤية معشر ... عار على دنياهم والدين
لم يشبهوا الإنسان إلا أنهم ... متكونون من الحما المسنون
نجس العيون فإن رأيتهم مقلتي ... طهرتها فنزحت ماء جفوني
أنا إن هم حسبوا الذخائر دونهم ... وهم إذا عدوا الفضائل دوني
لا يشمت الحساد أن مطامعي ... عادت إلي بصفقة المغبون
ما يستدير البدر إلا بعدما ... أبصرته في الضمر كالعرجون
هذا الطريق اللحب زاجر ناقتي ... واليم قاذف فلكي المشحون
فإذا عميد الملك حلى ربعه ... ظفراً بفأل الطائر الميمون
ملك إذا ما العزم حث جياده ... مرحت بأزهر شامخ العرنين
بأغر ما أبصرت نور جبينه ... إلا اقتضاني بالسجود جبيني
تجلو النواظر في نواحي دسته ... والسرج بدر دجى وليث عرين
عمت فضائله البرية فالتقى ... شكر الغني ودعوة المسكين
قالوا وقد شنوا عليه غارة ... أصلات جود أم قضاء ديون
لو كان في الزمن القديم تظلمت ... منه الكنوز إلى يدي قارون
أما خزائن ماله فمباحة ... فاستوهبوا من علمه المخزون (١)
ما الرزق محتاجاً بعرصته إلى ... طلب وليس الأجر بالمنون
أقسمت أن ألقى المكارم عالماً ... أني برؤيته أبر يميني
ساس الأمور فليس يخلي رغبة ... من رهبة، وبسالة من لين
كالسيف رونق أثره في متنه ... ومضاؤه في حده المسنون
شهدت علاه أن عنصر ذاته ... مسك وعنصر غيره من طين
(١) سقط البيت من ن ر ق.