للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحاضت نضيرة فأنزلت إلى ربض الحضر، فأشرفت ذات يوم فأبصرت أردشير وكان من أجمل الرجال فهويته، فأرسلت إليه أن يتزوجها وتفتح له الحصن، واشترطت عليه، والتزم لها ما طلبت، ثم اختلفوا في السبب الذي دلته عليه حتى فتح الحصن، والذي قاله الطبري أنها دلته على طلسم كان في الحصن، وكان في علمهم أنه لا يفتح حتى تؤخذ حمامة ورقاء وتخضب رجلاها بحيض جارية بكر زرقاء، ثم ترسل الحمامة فتنزل على سور الحصن، فيقع الطلسم (١) فيفتح الحصن، ففعل أردشير ذلك واستباح الحصن وخربه أباد أهله " وقتل الساطرون أباها " (٢) وسار بنضيرة وتزوجها، فبينما هي نائمة على فراشها ليلاً إذ جعلت تتململ لا تنام (٣) ، فدعا بالشمع، ففتش فراشها فوجد عليه ورق آس، فقال لها أردشير: أهذا الذي أسهرك قال: نعم، قال: فما كان أبوك يصنع بك قالت: كان يفرش لي الديباج ويلبسني الحرير ويطعمني المخ والزبد وشهد أبكار النحل، ويسقيني الخمر الصافي، قال: فكان جزاء أبيك ما صنعت به أنت إلي بذلك أسرع، ثم أمر بها (٤) فربطت قرون رأسها بذنب فرس، ثم ركض الفرس حتى قتلها. والحضر إلى الآن آثاره باقية، وفيه بقايا عمائر، لكنه لم يسكن منذ ذلك الوقت؛ وقد طال الكلام فيه، إنما هي حكاية غريبة فأحببت إثباتها.


(١) ق: فنزل على طلسم الحصن.
(٢) لم ترد إلا في المختار.
(٣) ورد النص في لي مغايراً لسائر النسخ إذ جاء هناك: ((فجعلت تململ ولا يأخذها النوم، فقال لها سابور: أي شيء خبرك لا تنامين قالت: ما نمت على فراش أخشن من هذا الفراش، وبعد فأنا أحس بشيء يؤذيني، فأمر سابور بالفراش فأبدل، فلم تنم أيضاً حتى أصبحت وهي تشكي جنبها، فنظر إليه ورقة آس قد لصقت للعض عكنها وقد أدمتها، فعجب سابور من ذلك وقال: أهذا الذي أسهرك ... الخ "؛ وكذلك أورده وستنفيلد.
(٤) لي: ثم أمر بها فشدت ذوائبها إلى فرسين جامحين، ثم أرسلا فقطعاها؛ والدليل على ذلك أن في البرية مواضع قريبة من الثرثار: موضع يعرف بالورك وآخر يقال له الكتف وآخر يعرف بالأعضاء، وهي أماكن وجدت أعضاؤها فيها فسمي المكان بالعضو الذي وجد فيه؛ وهذا هو ما أثبته وستنفيلد أيضاً في هذه الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>