للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه قال: أنشدت لبعضهم:

يا من يرى مد البعوض جناحها ... في ظلمة الليل البهيم الأليل

ويرى عروق نياطها في نحرها ... والمخ في تلك العظام النحل

اغفر لعبدٍ تاب من فرطاته ... ما كان منه في الزمان الأول وكان بعض الفضلاء قد أنشدني هذه الأبيات بمدينة حلب وقال: إن الزمخشري المذكور أوصى أن تكتب على لوح قبره هذه البيات، ثم أنشدني ذلك الفاضل الرئيس بيتين وذكر أن صاحبهما أوصى أن يكتبا على قبره وهما (١) :

إلهي قد أصبحت ضيفك في الثرى ... وللضيف حق عند كل كريم

فهب لي ذنوبي في قراي فإنها ... عظيم ولا يفرى بغير عظيم وأخبرني بعض الأصحاب أنه رأى بجزيرة سواكن تربة ملكها عزيز الدولة ريحان وعلى قبره مكتوب:

يا أيها الناس كان لي أمل ... قصر بي عن بلوغه الأجل

فليتق الله ربه رجل ... امكنه قبل موته العمل

ما أنا وحدي نقلت حيث ترى ... كل إلى ما نقلت ينتقل وكانت ولادة الزمخشري يوم الربعاء السابع والعشرين من شهر رجب سنة سبع وستين وأربعمائة بومخشر. وتوفي ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، بجرجانية خوارزم، بعد رجوعه من مكة، رحمه الله تعالى ورثاه بعضهم بأبيات، ومن جملتها:

فأرض مكة تذري الدمع مقلتها ... حزناً لفرقة جار الله محمود وزمخشر: بفتح الزاي والميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الشين المعجمة


(١) ينتهي هناالجزء الأول من المختار، وقد سقطت منه تراجم، ثم يبدأ الجزء الثاني بترجمة " أبو تميم معد ".

<<  <  ج: ص:  >  >>