سفيان بن عيينة، قال مقاتل بن سليمان يوماً: عما دون العرش، فقال له إنسان: يا أبا الحسن، أرأيت الذرة والنملة معاها في مقدمها أو في مؤخرها قال: فبقي الشيخ لا يدري ما يقول له، قال سفيان: فظننت أنها عقوبة عوقب بها.
وقد اختلف العلماء في أمره، فمنهم من وثقه في الرواية، ومنهم من نسبه إلى الكذب. قال بقية بن الوليد: كنت كثيراً أسمع شعبة بن الحجاج وهو يسأل عن مقاتل، فما سمعته قط ذكره إلا بخير. وسئل عبد الله بن المبارك عنه فقال: رحمه الله، لقد ذكر لنا عنه عباده. وروي عن عبد الله بن المبارك أيضاً أنه ترك حديثه. وسئل إبراهيم الحربي عن مقاتل: هل سمع من الضحاك ابن مزاحم شيئاً فقال: لا مات الضحاك قبل أن يولد مقاتل بأربع سنين. وقال مقاتل: أغلق علي وعلى الضحاك باب أربع سنين؛ قال إبراهيم: وأراد بقوله باب يعني باب المدينة، وذلك في المقابر. وقال إبراهيم أيضاً: ولم يسمع مقاتل عن مجاهد شيئاً ولم يلقه.
وقال أحمد بن سيار: مقاتل بن سليمان كان من أهل بلخ، وتحول إلى مرو، وخرج إلى العراق، وهو متهم متروك الحديث مهجور القول، وكان يتكلم في الصفات بما لا تحل الرواية عنه. وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: مقاتل بن سليمان كان دجالاً جسوراً. وقال أبو عبد الرحمن النسائي: الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: ابن يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بن سليمان بخراسان، ومحمد بن سعيد ويعرف بالمصلوب بالشام.
وذكر وكيع يوماً مقاتل بن سليمان فقال: كان كذاباً. وقال أبو بكر الآجري: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن مقاتل بن سليمان، فقال: تركوا حديثه. وقال عمرو بن علي الفلاس: مقاتل بن سليمان كذاب متروك الحديث. وقال البخاري: مقاتل بن سليمان سكتوا عنه. وقال في موضع آخر: لا شيء ألبتة. وقال يحيى بن معين: مقاتل بن سليمان ليس حديثه بشيء. وقال أحمد بن حنبل: مقاتل بن سليمان صاحب التفسير ما يعجبني أن أروي عنه