للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما رمى في شملنا الصبح بالنوى ... ولم يبق منها غير معنى ألازمه

وقفت بجزوى وهي منها معالم ... قواء وجسمي قد تعفت معالمه

وقوف بناني (١) في يميني ولم أقف ... وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه

ولم يبق لي رسماً بجسمي صدوها ... فيشجى بدمعي كلما انهل طاسمه

ولا مقلة أبقت فتغرم نظرة ... بثانية والمتلف الشيء غارمه

فلله وجدي في الركاب كأنه ... دموعي وقد حنت بليل روازمه

وقد مد من كف الثريا هلالها ... فقبلته حتى تهاوت مناظمه وهي قصيدة طويلة أجاد فيها، وقد وازن بها قصيدة المتنبي في سيف الدولة ابن حمدان التي أولها:

وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه ... بأن تسعدا والدمع أشفاه ساجمه وقد استعمل في قصيدته أنصاف أبيات من قصيدة المتنبي على وجه التضمين وأكثر شعره جيد.

وله أيضاً من جملة أبيات قالها وهو محبوس:

رحلوا فأفنيت الدموع تشوقاً (٢) ... من بعدهم وعجبت إذ أنا باقي

وعلمت أن العود يقطر ماؤه ... عند الوقود لفرقة الأوراق

وأبيت مأسوراً وفرحة ذكركم ... عندي تعادل فرحة الإطلاق

لا تنكر البلوى سواد مفارقي ... فالحرق يحكم صنعة الحراق وكانت (٣) ولادته سنة أربع وتسعين وأربعمائة بألوس، ونشأ بها. وتوفي الخميس الرابع والعشرين مم شهر رمضان سنة سبع وخمسين وخمسمائة بالموصل، وكان خروجه من بغداد سنة ست وخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.


(١) ق ص: نبالي.
(٢) كتب في المختار فوقها: تحرقاً، وفي ر: تحرقاً.
(٣) زاد قبل هذه اللفظة في ر: وكان أكثر شعره جيداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>