للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أبو المرهف المذكور قد كف بصره بالجدري وعمره أربه عشرة سنة، وذكر له العماد في " الخريدة " هذا المقطوع من شعره، وهو:

ترى يتألف الشمل الصديع ... وآمن من زماني ما يروع

وتأنس بعد وحشتنا بنجدٍ ... منازلنا القديمة والربوع

ذكرت بأيمن العلمين عصراً ... مضى والشمل ملتئمٌ جميع

فلم أملك لدمعي رد غربٍ ... وعند الشوق تعصيك الدموع

ينازعني إلى خنساء قلبي ... ودون لقائها بلدٌ شسوع

وأخوف ما أخاف على فؤادي ... إذا ما أنجد البرق اللموع

لقد حملت من طول التنائي ... عن الأحباب ما لا أستطيع وشعره فيه رقة وجزالة، وكان ببغداد كثير الانقطاع إلى الوزير عون الدين ابن هبيرة - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - وله فيه مدائح. وكانت ولادته يوم الثلاثاء بعد العصر، ثالث عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسمائة بالرقة. وتوفي يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ببغداد، ودفن بباب حرب، رحمه الله تعالى (١) .

والنميري: بضم النون وفتح الميم وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها راء، هذه النسبة إلى نمير بن عامر المذكور في عمود النسب في أول الترجمة، والباقي معروف.


(١) هنا تنتهي الترجمة في ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>