للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الإبريسم، فعرف به جماعة منهم وثيمة المذكور.

ثم إن وثيمة عاد من الأندلس إلى مصر ومات بها يوم الاثنين لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين ومائتين، رحمه الله تعالى.

(٢٩٣) وقال أبو سعيد بن يونس المصري في تاريخه: كان لوثيمة ولد يقال له أبو رفاعة عمارة بن وثيمة (١) ، حدث عن أبي صالح كاتب الليث بن سعد وعن أبيه وثيمة وغيرهما، وصنف تاريخاً على السنين وحدث به، ومولده بمصر، وتوفي ليلة الخميس لست بقين من جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين ومائتين.

ووثيمة بفتح الواو وكسر الثاء المثلثة وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الميم وبعدها هاء ساكنة، والوثيمة في الأصل الجماعة من الحشيش والطعام، والوثيمة الصخرة، وبها سمي الرجل، والله أعلم بالصواب، والوثيمة أيضاً الحجر الذي يقدح النار. تقول العرب في أيمانها: والذي أخرج العذق من الجريمة، والنار من الوثيمة: العذق - بفتح العين المهملة - النخلة، والجريمة النواة.

وأم الفارسي والفسوي فقد تقدم الكلام عليهما في ترجمة الشيخ أبي علي الفارسي النحوي وأرسلان البساسيري فأغنى عن الإعادة.

وإذ ذكرنا متمم بن نويرة وأخاه فلا بد من ذكر طرف من أخبارهما، فإنها مستملحة.

(٢٩٤) كان مالك بن نويرة المذكور رجلاً سرياً نبيلاً يردف الملوك، وللردافة موضعان أحدهما: أن يردفه الملك على دابته في صيد أو غيره من مواضع الأنس، والموضع الثاني أنبل، وهو أن يخلف الملك إذا قام عن مجلس الحكم فينظر بين الناس بعده. وهو الذي يضرب به المثل فيقال: مرعى ولا كالسعدان، وماء ولا كصداء، وفتى ولا كمالك. وكان فارساً شاعراً (٢) مطاعاً في قومه، وكان فيه خيلاء وتقدم، وكان ذا لمة كبيرة، وكان يقال له الجفول، وقدم النبي صلى الله عليه وسلم فيمن قدم


(١) انظر بروكلمان (الترجمة العربية) ٣: ٤٥.
(٢) ق ص: فارساً شجاعاً شاعراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>