للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودونه، واختار ابن حجاج ورتبه على مائة وأحد وأربعين باباً، وجعل كل بابا في فن من فنون شعره، وقفاه وسماه " درة التاج من شعر ابن حجاج " وكان ظريفاً في جميع حركاته، وتوفي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، بعلة الفالج، ودفن بمقبرة الوردية بالجانب الشرقي من بغداد، رحمه الله تعالى.

والأسطرلابي (١) : بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وضم الطاء المهملة وبعدها راء ثم لام ألف ثم باء موحدة، هذه النسبة إلى الأسطرلاب، وهو الآلة المعروفة، قال كوشيار (٢) بن لبابة بن باشهري الجيلي صاحب كتاب " الزيج " في رسالته التي وضعها في علم الأسطرلاب: إن الأسطرلاب كلمة يونانية معناها ميزان الشمس، وسمعت بعض المشايخ يقول: إن لاب اسم الشمس بلسان اليونان فكأنه قال: أسطر الشمس، إشارة إلى الخطوط التي فيه، وقيل إن أول من وضعه بطليموس صاحب المجسطي، وكان سبب وضعه له أنه كان معه كرة فلكية وهو راكب، فسقطت منه، فداستها دابته فخسفتها (٣) ، فبقيت على هيئة الأسطرلاب، وكان أرباب علم الرياضة يعتقدون أن هذه الصورة لا ترسم إلا في جسم كري على هيئة الأفلاك، فلما رآه بطليموس على تلك الصورة علم أنه يرتسم في السطح ويكون نصف دائرة ويحصل منه ما يحصل من الكرة، فوضع الأسطرلاب، ولم يسبق إليه، وما اهتدى أحد من المتقدمين إلى أن هذا القدر يتأتى في الخط. ولم يزل الأمر مستمراً على استعمال الكرة والأسطرلاب إلى أن استنبط الشيخ شرف الدين الطوسي - المذكور في ترجمة الشيخ كمال الدين بن يونس رحمهما الله تعالى، وهو شيخه في فن الرياضة (٤) - أن يضع المقصود من الكرة والأسطرلاب في خط فوضعه وسماه " العصا " وعمل له رسالة بديعة. وكان قد أخطأ في بعض هذا الوضع، فأصلحه الشيخ كمال الدين المذكور،


(١) ص: والاصطرلابي.
(٢) كوشياد. وكوشيار (٤٤٢ - ٤٩٤) انظر كشف الظنون تحت مادة " زيج كوشيار ".
(٣) ر: فسحقتها.
(٤) ترجمة كمال الدين ابن يونس ج ٥: ٣١١ وذكر شرف الدين الطوسي ص: ٣١٤ من الجزء المذكور.

<<  <  ج: ص:  >  >>