كان شفاه عبرة ... وعبرة تصلح لي وكان ابن جكينا المذكور قد عمي في آخر عمره، وجرت بينهما منافرة في أمر واشتهى مصالحته (١) ، فكتب إليه:
وإذا شئت أن تصالح بشا ... ر بن برد فاطرح عليه أباه فسير إليه ما طلب واسترضاه، وكانت له معه وقائع كثيرة، وإنما كتب إليه هذا البيت لأن بشار بن برد كان أعمى، - كما تقدم ذكره في ترجمته - فلما عمي شبه نفسه به، وكان مطلوبه برداً.
ومعنى قوله " فاطرح عليه أباه " لأن عادة أهل بغداد إذا أراد الإنسان أن يصالح من خاصمه، والخصم ممتنع، يقال له: اطرح عليه فلاناً، بمعنى ادخل عليه به، ليشفع له، وقد حصلت له التورية في هذا البيت.
ومن الشعر المنسوب إليه وهو مشهور قوله، ثم وجدتهما للناصح ابن الدهان النحوي الموصلي:
تعس القياس فللغرام قضية ... ليست على نهج الحجى تنقاد
منها بقاء الشوق وهو بزعمهم ... عرض وتفنى دونه الأجساد وقوله أيضاً، وذكر العماد في " الخريدة " أن هذين البيتين لأبي علي المهندس المصري، وهما:
تقسم قلبي في محبة معشرٍ ... بكل فتى منهم هواي منوط
كأن فؤادي مركز وهم له ... محيط وأهوائي إليه خطوط وقوله أيضاً: