للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من حلة الشباب القشيب، خلق الكبر والمشيب:

وشباب بان مني وانقضى ... قبل أن أقضي منه أربي

ما أرجى بعده إلا الفن ... ضيق الشيب علي مطلبي ولقد ندب المملوك أيام الشباب بهذه الأبيات، وما أقل غناء الباكي على من عد في الرفات:

تنكر لي مذ شبت دهري وأصبحت ... معارفه عندي من النكرات

إذا ذكرتها النفس حنت صبابةً ... وجادت شؤون العين بالعبرات

إلى أن أتى دهر يحسن ما مضى ... ويوسعني تذكاره حسرات

فكيف ولم يبق من كاس مشربي ... سوى جرع في قعره كدرات

وكل إناء صفوه في ابتدائه ... وفي القعر مزجاً حمأةٍ وقذاة والمملوك يتيقن أنه لا ينفق هذا الهذر الذي مضى، إلا النظر إليه بعين الرضا، ولرأي المولى الوزير الصاحب، كهف الورى في المشارق (١) والمغارب، فيما يلاحظه منه بعادة مجده، مزيد مناقب ومراتب، والسلام.

ولقد طالت هذه الترجمة بسبب طول الرسالة، ولم يمكن قطعها.

وقال صاحبنا الكمال بن الشعار الموصلي في كتاب " عقود الجمان " (٢) : أنشدني أبو عبد الله محمد بن محمود المعروف بابن النجار البغدادي صاحب " تاريخ بغداد " قال: أنشدني ياقوت المذكور لنفسه في غلامٍ تركي قد رمدت عينه وعليها وقاية سوداء:

ومولدٍ للترك تحسب وجهه ... بدراً يضيء سناه بالإشراق

أرخى على عينيه فضل وقاية ... ليرد فتنتها عن العشاق


(١) ع ق بر من: بالمشارق.
(٢) ترجمته ياقوت في الجزء التاسع من عقود الجمان، الورقة: ٣٣٧؛ وقد سقط النقل عن ابن الشعار من: بر من.

<<  <  ج: ص:  >  >>