للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويقظان شاب البطش باللين والتقى ... بكفيه ما يرجى وما يتخوف

حسام على من ناصب الدين مصلت ... وستر على من راقب الله مغدف

يسايره جيشان: رأي وفيلق ... ويصحبه سيفان: عزم ومرهف

مطل على من شاءه فكأنما ... على حكمه صرف الردى يتصرف

يرى رأيه ما لا ترى عين غيره ... ويفري به ما ليس يفري المثقف

رعى الله من ترعى حمى الدين عينه ... ويحمي حمى الإسلام والليل أغضف

ومن وعده في مسرح الحمد مطلق ... وإيعاده في ذمة الحلم موقف

ومن يضرب الأعداء هبراً فينثني ... صناديدهم والبيض بالهام تقذف

رماهم بمجرٍ ضعضع الأرض رزة ... كأن الروابي منه بالنبل تدلف

كأن الردينيات في رونق الضحى ... أراقم في طامٍ من الآل تزحف (١)

يعود الدجى من بيضه وهو أبيض ... ويبدو الضحى من نفعه وهو أكلف

ويحجب نور الشمس بالنقع عنهم ... ففعل الظبا في هامهم لا يكيف

لهم كل عام منك جاءوك فيلق ... يسائل عنهم بالعوالي فيلحف

إذا ما طووا كشحاً على قرح عامهم ... وبلوا من الآلام أنشأت تقرف

فكم من أغم الوجه غاوٍ تركته ... وهاديه من عثنون لحييه أكثف

هوى المقضب الماضي بمهواه فانثنى ... صريعاً تراه حبتراً وهو أسقف

لعمري لقد عاديت في الله طالباً ... رضاه وقد أبليت ما الله يعرف

أطالبتهم في الأهل حتى تركتهم ... فرادى وفي الأديان حتى تحنفوا

فيا ثقة الملك الذي الملك سهمه ... يراش لأكباد العادي ويرصف

هنيئاً لك العيد الذي منك حسنه ... يروق ومن أوصافك الغر يوصف

بدا معلم الرجاء يزهى كأنما ... على عطفه وشي العراق المشفف

أتى بعد حول زائراً عن تشوق (٢) ... وقد كان ذا طرف للقياك يطرف


(١) ع ص والمختار: ترجف.
(٢) ع ق: تشوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>