للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بن أبي النصر بن محمد اللفتواني (١) الحافظ يقول: بيت ابن منده بدئ بيحيى وختم بيحيى، يريد في معرفة الحديث والعلم (٢) والفضل.

وذكره الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي - المقدم ذكره - في " مساق (٣) تاريخ نيسابور " فقال: أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده رجل فاضل من بيت العلم والحديث المشهور في الدنيا، سافر وأدرك المشايخ وسمع منهم، وصنف على الصحيحين، وكان يروي بإسناده المتصل إلى بعض العلماء أنه قال: كثرة الضحك أمارة الحمق، والعجلة من ضعف العقل، وضعف العقل من قلة الرأي وقلة الرأي من سوء الأدب، وسوء الأدب يورث المهانة، والمجون طرف من الجنون، والحسد داء لا دواء له، والنمائم تورث الضغائن. وكان يروي بالإسناد المتصل إلى الأصمعي أنه قال: دخلت في البادية إلى مسجد، فقام الإمام يصلي فقرأ: (إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه) نوح: وأرتج عليه، فجعل يرددها ويقول: (إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه) فقال إعرابي من ورائه، وهو قائم يصلي: يا هذا، إن لم يذهب نوح فأرسل غيره.

وكان يحيى المذكور كثيراً ما ينشد لبعضهم:

عجبت لمبتاع الضلالة بالهدى ... وللمشتري دنياه بالدين أعجب

وأعجب من هذين من باع دينه ... بدنيا سواه فهو من ذين أخيب (٤) وكانت ولادته في غداة يوم الثلاثاء تاسع عشر شوال سنة أربع وثلاثين وأربعمائة وتوفي يوم عيد النحر سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بأصبهان، ومولده بها أيضاً، رحمه الله تعالى؛ ولم يخلف في بيت ابن منده بعده مثله.

وقال ابن نقطة في كتابه " إكمال الأكمال " توفي يوم السبت ثاني عشر ذي الحجة من سنة إحدى عشرة وخمسمائة، وذكر أن مولد أبيه عبد الوهاب


(١) في أكثر النسخ: الكفتواني، وأثبت ما في ن.
(٢) ن: والحفظ والعلم.
(٣) ن: سياق، وكذلك ورد من قبل في عدة مواضع.
(٤) في النسخ جميعاً: أعجب، وهو تكرار دون فرق في المعنى، فأبقينا ما في المطبوعة المصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>