للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كل أفق من جميل ثنائه ... عرف يزيد على دخان المجمر

رد في شمائله ورد في جوده ... بين الحديقة والغمام الممطر

ندب عليه من الوقار سكينة ... فيها حفيظة كل ليثٍ مخدر

مثل الحسام إذا انطوى في غمده ... ألقى المهابة في نفوس الحضر

أربى على الغيث الملث لأنه ... أعطى كما أعطى ولم يستعبر

أزرى على البحر الخضم لأنه ... في كل كف منه خمسة أبحر

أقبلت مرتاداً لجودك إنه ... صوب الغمامة بل زلال الكوثر

ورأيت وجه النجح عندك أبيضاً ... فركبت نحوك كل لج أخضر

يجري إليك بنا سفين أتلع ... مثل البعير مخزم في المنخر

وبنات أعوج قد برمن بصحبتي ... مما قطعن من اليباب المقفر (١) وأورد له صاحب " قلائد العقيان " مقطوعاً وهو (٢) :

يا أقتل الناس ألحاظاً وأطيبهم ... ريقاً متى كان فيك الصاب والعسل

في صحن خدك وهو الشمس طالعة ... ورد يزيدك فيه الراح والخجل

إيمان حبك في قلبي يجدده ... من خدك الكتب أو من لحظك الرسل (٣)

إن كنت تجهل أني عبد مملكةٍ ... مرني بما شئت آتيه وامتثل

لو اطلعت على قلبي وجدت فيه ... من فعل عينيك جرحاً ليس يندمل وذكره العماد الكاتب في " الخريدة " وأورد له عدة مقاطيع، ثم أعاد ذكره في آخر الكتاب وأورد له:

ومشمولةٍ في الكأس تحسب أنها ... سماء عقيقٍ رصعت بالكواكب


(١) المختار: الأقفر.
(٢) القلائد: ٢٨١.
(٣) المختار: الأسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>