للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعبد المؤمن، ونحن نفعل معك ونصنع، وأجزل له من المواعيد الحسنة، فتوجه إليه، فلما قرب من بجاية لم يخرج للقائه وعدل به إلى الجزائر، وهي بلدة فوق بجاية من جهة الغرب، وأنزلوه بها في مكان لا يليق بمثله، ورتبوا له من الإقامة ما لا يصلح لبعض أتباعه، ومنعوه من التصرف، وكان وصوله إلى الجزائر في المحرم سنة أربع وأربعين وخمسمائة.

ثم إن عبد المؤمن فتح بجاية في سنة سبع وأربعين وهرب صاحبها إلى القسطنطينية (١) .

(٣٢٢) ثم إن رجار صاحب صقلية هلك في العشر الأخير من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.

(٣٢٣) ولما هلك رجار ملك بعده ابنه غنيم (٢) بن رجار، وعليه قدم أبو الفتوح نصر الله بن قلاقس الشاعر - المقدم ذكره - ومدحه وأجازه، وذلك في سنة ثلاث وستين وخمسمائة (٣) .

(٣٢٤) ولما هلك غنيم ملكت ابنته، وهي أم الأنبرور ملك ألمانية في زماننا، ثم هلكت أم الأنبرور وخلفته صغيراً فملك واستمر ملكه، وكان عاقلاً فاضلاً، وبينه وبين الملك الكامل صاحب مصر مراسلات وغيرها (٤) .


(١) كذا في أكثر النسخ؛ ع بر من: القسطنطينية.
(٢) ن: عليم؛ وصواب الاسم " غليلم " تعريب " Gulielmo " وقد يكتب غليالم.
(٣) انظر فصلاً في كتابنا " العرب في صقلية " عن ابن قلاقس والفترة التي أقامها هنالك..
(٤) علق هنا صاحب المختار بقوله: " قلت، أعني كاتبها موسى بن أحمد لطف الله به: وهو الذي استعاد البيت المقدس من الملك الكامل المذكور في () وستمائة والقصة مشهورة، ولما وصل الخبر بذلك إلى دمشق أنشد شمس الدين المظفر سبط ابن الجوزي الواعظ المقدم ذكره على منبر وعظه بالجامع بدمشق:
إن يكن بالشام قل نصيري ... ثم هدمت واستمر هلوكي
فلقد صبح الغداة خرابي ... سبة العار في جباه الملوك وقوله: ولما هلك رجار.... وغيرها: سقط من النسخ س بر من.

<<  <  ج: ص:  >  >>