للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: كان الوضاح حاجب عمر بن عبد العزيز، فلما مرض أمر الوضاح بإخراج المحابيس، فأخرجهم سوى يزيد المذكور، فلما مات عمر هرب الوضاح إلى إفريقية خوفاً من يزيد، وجرى ما جرى، وكان مرض عمر بخناصرة (١) .

هكذا قاله الطبري: محمد بن يزيد، وابن عساكر قال: إسماعيل بن عبيد الله، والله أعلم بالصواب؛ وقوله " وأحضر إليه يزيد بن أبي مسلم في جامعة " فالجامعة: الغل، لأنها تجمع اليدين إلى العنق، وقوله " وكان رجلاً قصيراً دميماً " الدميم: بالدال المهملة، القبيح المنظر، ومنه قول عمر رضي الله عنه " لا تزوجوا بناتكم من الرجل الدميم فإنه يعجبهن منهم ما يعجبهم منهن " وأما الذميم بالذال المعجمة فإنه المذموم، وكذا قول ابن الرومي الشاعر المشهور:

كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسداً وبغياً إنه لدميم - بالدال المهملة أيضاً - وإنما قيدته بالضبط لأنه يتصحف على الناس كثيراً (٢) .

وخناصرة: بضم الخاء المعجمة ثم نون وبعد الألف صاد مهملة مكسورة ثم راء بعدها هاء، وهي بلدة قديمة من أعمال الأحص من ولاية حلب من جهتها القبلية بشرق، بالقرب من قنسرين، كان عمر بن عبد العزيز أميراً بها من جهة عبد الملك بن مروان ثم من جهة سليمان بن عبد الملك، وهي التي عناها المتنبي بقوله:

أحب حمصاً إلى خناصرة ... وكل نفس تحب محياها وذكرها عدي بن الرقاع العاملي الشاعر المشهور في قصيدته الدالية المشهورة فقال:

وإذا الربيع تتابعت أنواؤه ... فسقى خناصرة الأحص وجادها


(١) قلت ... بخناصرة: لم يرد في س ر، وهو ثابت في المسودة؛ وقد أورد في ع ضبط خناصرة في هذا الموضع.
(٢) نهاية الترجمة في ر س.

<<  <  ج: ص:  >  >>